من الذي يدير الإنترنت؟
الإنترنت إدارة أعمال. الإنترنت تسويق. الإنترنت ترفيه. الإنترنت تعليم. الإنترنت خدمات. الإنترنت ثقافة. الإنترنت إقتصاد. الإنترنت كيان متكامل. فمن يقف وراءه؟ ومن الذي يديره؟ الكثير سألني هذا السؤال.. لكن لوجود تفاصيل فاني أتهرب منه.
ما يعرفه جميعنا هو شركات مزودي خدمة الإنترنت ISPs مثل بتلكو وفيفا وزين وبقية الشركات. جميع البلدان في العالم بها مزودين لخدمات الإنترنت. هذه الشركات لا تزود زبائنها بالإنترنت من تلقاء نفسها. جميع هذه الشركات تتصل في النهاية بمزودين معدودين ومعروفين. من بينهم شركة IBM وSprint و AT&T. وتعتبر هذه الشركات العمود الفقري للإنترنت. كما تربط بين شبكات هذه الشركات الرئيسية نقاط تبادل الإنترنت IEP.
لكن كذلك فان هذه الشركات توفر الإتصال المادي الفيزيائي –الأجهزة- لشبكات الإنترنت. وهي ليست المسؤولة عن نظام الإنترنت وقوانينه وبروتوكولاته.
تدار الإنترنت، كما يعزوه البعض، من قبل عدة جهات، كل جهة لها دور محدد وتنسق وتتعاون مع بعضها. من هذه الجهات:
- جمعية الإنترنت: وهي مؤسسة غير ربحية.
- IETF: منظمة دولية لتطوير بنية الإنترنت وجهوزيتها.
- IAB: الإشراف على البروتوكولات ومعايير الإنترنت.
- ICANN: وهي شركة خاصة غير ربحية. وهي المسؤولة عن النطاقات وعناوين مواقع الإنترنت مثل esmartsystems.net.
وتمتاز جمعية الإنترنت وIETF بأن العضوية فيهما مفتوحة لمن يريد تطوير الإنترنت. لكن السؤال هو.. هل حقاً أن هذه الجمعيات هم من يقف وراء الإنترنت. وهل فعلاً بامكاننا التأثير فيها.
ويعتبر بعض الخبراء بأن إيعاز إدارة الإنترنت الى عدة جهات أو الى كم كبير من الشركات والمنظمات هو أكبر إكذوبة. المنطق والعقل يقول بأن هناك جهة مسؤولة تقف خلف كل تلك المنظمات هي التي تديرها بشكل فعلي.
تاريخيا، الإنترنت بدء من ARPANET. وهي شبكة بين الجامعات والأجهزة الحكومية ومراكز الأبحاث الأمريكية. وكانت تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. ولاحقاً تم إنشاء ICANN لتكون في الواجهة عوضاً عن الحكومة الأمريكية. وتعهدت أمريكا أن تكون منظمة مستقلة عنها وتدير الإنترنت ل30 سنة. ثم تنتقل إدارتها لتكون دولية تحت إشراف الأمم المتحدة. ولاحقاً أصدرت بيانا بأن لا حد أقصى لهذه الشركة التي تعتبرها مستقلة عنها لإدارة الإنترنت.
مورست ضغوط كبيرة من دول عديدة ودخلت في مباحثات مع أمريكا دون جدوى. من بين الدول التي احتجت البرازيل وجنوب أفريقيا والصين وروسيا وفرنسا وكوبا وسوريا وغيرهم. وطرحت اقتراحات عديدة. مثلا أن تتحكم كل دولة في المواقع التابعة لدولتها. أو أن تدار بشكل ديمقراطي بالإنتخاب كما هو حال لجان الأمم المتحدة. حيث اعتبرت بعض الدول النظام الحالي للإنترنت أدوات للهيمنة الأمريكية. واعتبرها آخرون إستعمارا من نوع مختلف. والكلام عن الساسة والدوبلوماسيين ولم آت به من جيبي. كما شبه محللون بأن ICANN مثال للقطبية الأحادية في العالم. فبإمكان الولايات المتحدة محاربة أية دولة عن طريق حجب النطاقات الخاصة بها أو ايقاف الخدمات عنها. وجميعنا يعلم كم ستخسر هذه الدول لما يؤثره الإنترنت على اقتصاداتها. فهل سنشهد مستقبلاً حرباً إلكترونية مصاحبة لكل الحروب التي تخوضها الدول المسيطرة على الإنترنت؟