شبكات التواصل في قبال المواقع الإلكترونية
في ظل شيوع شبكات التواصل وانتشارها، وفي ظل النجاحات الباهرة التي حققتها الشركات وحتى الأفراد في التسويق عن منتجاتها، هل لا زال الحديث قائماً حول الحاجة لموقع إلكتروني يمثل الشركة أو الأفراد؟ لنستثني من هذا التساؤل الشركات الكبيرة التي يكون الموقع جزء من سياستها وضرورة لاثبات ذاتها، لكن الشركات الصغيرة والأعمال الصاعدة، هل هي في حاجة لموقع إلكتروني عند وجود حسابات لها في شبكات التواصل الاجتماعي؟
لنقر أولاً أن التوظيف الناجح لشبكات التواصل الاجتماعي له الأثر الكبير في حركة وعمل الشركات ووصولها الى زبائنها ويساهم في انتشارها وزيادة اعمالها بشكل كبير. بل أن كثير من الشركات لم تكن ذات شأن لولا شبكات التواصل. وفي البحرين، الشبكة الأكثر استخداماً في التسويق الإلكتروني هي الإنستجرام وتويتر والسنابجات واليوتيوب. ما يميز الشبكات التواصل هو شيوعها لدى الزبائن المستهدفين. وكذلك فأن استخدامها سهل جداً. والسؤال لا زال مطروحاً، هل الشركات التي لها نشاط فاعل في شبكات التواصل تحتاج إلى موقع إلكتروني أم لا؟
ببساطة، ما دمت تعرض بضاعتك لدى غيرك فأنت في غير مأمن. فشبكات التواصل تفرض سياستها على جميع المشتركين. قد تكون سياسة الشبكة الاجتماعية اليوم تخدمك وتساهم بشكل فعال في ترويج منتجاتك. لكن قد يكون تغيير بسيط في سيايات الشبكة تطيح بك، فلا توجد ضمانات هنا.
كذلك في الحديث عن الضمانات، فان الشبكات الاجتماعية تعطي المشتركين الحق في كتابة ما تشاء متى ما تشاء. وأن تعليقاً غير مدروس من قبل أحد الزبائن قد يكلفك سمعتك التي بنيتها في سنين. أو أن اعلان واحد او مسابقة لا يتم ادارتها بشكل صحيح قد يؤدي الأمر بها إلى إيقاف الحساب لمخالفته أحد قوانين الشبكة. أو أن مجموعة تعمل على الإبلاغ عن حساب الشركة أيضا تنتهي بإيقاف الحساب أو اغلاقه.
في حالة حدوث مشكلة في الحساب، سيذهب معه كل ما بنته الشركة من سمعة ومتابعين واسم تجاري وكل شيء. لحظنا في فترات سابقة، أفول أوج شبكات اجتماعية وظهور غيرها. وتنتقل الشركات مع انتقال الزبائن من شبكة اجتماعية إلى أخرى. وفي كل نقلة تبدأ الشركة من الصفر في بناء شبكتها فيها. بينما لا يكون الأمر كذلك في الموقع الإلكتروني.
أمر آخر كذلك، فان الشبكات الاجتماعية تلزم الجميع وتحده بحدودها. فمثلا أطوال الإعلان في الانستجرام ثابتة وعلى الشركات إعادة تصميم إعلاناتها ومادتها الإعلانية لتتماشى مع الحدود هذه.
أسباب كثيرة تجعل من الشركات الصغيرة لا غنى لها عن الموقع الإلكتروني. فهو تصميم خاص بالشركة يقدم للناس بمزاج وهوى الشركة. ولها السيطرة التامة عليه ليظهرها بالشكل والصورة التي تتوافق مع رؤيتها تماما.
لنفترض مثلاً أن لدى الشركة ما يميز ملفها من فعاليات خاصة او خدمات أو عملاء كبار قامت بخدمتهم. في شبكات التواصل من الممكن عرضها إلا أنها تتلاشى مع الأيام ويقل تأثيرها إذ تأتي الإعلانات الجديدة لتحل محل الأولوية في حسابها. بينما في الموقع الإلكتروني، مع كونها تستعرض جميع ما هو جديد إلا أنها لا تزال تستطيع تمييز تلك الفعاليات أو الزبائن المميزة وتظهرهم طوال العام العام بشكل مميز.
الموقع الإلكتروني لا غنى عنه وليس بديل لشيء ولا يوجد بديل عنه. الموقع الإلكتروني أداة من الأدوات الفاعلة في التسويق. وعند النجاح في التسويق عبر الموقع، فان ذلك يزيد من القيمة السوقية للموقع وللشركة بحد ذاتها. ونجاح الموقع لا يرتبط بنجاح او فشل إدارة الحسابات في شبكات التواصل بقدر ما يرتبط بسياسة الشركة وطرق تفعيل الموقع.