الشبكات الافتراضية والأمن الشخصي
بين فترة وأخرى، تمنع الشركات المزودة للإنترنت بعض التطبيقات من العمل، كما يتم حظر الكثير من المواقع من غير سبب مقنع. يلجأ البعض بنصيحة من زملائه لاستخدام وسائل بديلة تمكنه من التحايل والالتفاف على تلك الخطوات لتشغيل التطبيقات وزيارة تلك المواقع. من ضمن الوسائل التي يتبعها البعض هي استخدام برامج تسمى VPN. يستخدمونها فقط لتلك الغايات دون أن يعلم ما هي تلك البرامج وما فكرتها.
الشبكات الافتراضية الخاصة – Virtual Private Networks (VPN) – هي تقنية من تقنيات الشبكات التي توفر مزيدا من الأمن والخصوصية لمستخدميها. ومن طبيعة تسميتها فهي شبكات افتراضية. أي أن لها علاقة بالبرمجيات والسوفتوير وليس ببنية الشبكات الفيزيائية والأجهزة. بمعنى أبسط أنها لا تحتاج الى أجهزة إضافية لاستخدامها بل الى برامج وتطبيقات فقط.
تقوم الشبكات الافتراضية الخاصة بتوفير ميزات من الخصوصية في استخدام موارد الشبكة كما هو الحال في أنواع الشبكات الخاصة في مبنى واحد لشركة أو لمصرف. إلا إنها تتوفر كبيئة افتراضية من خلال الإنترنت. تقوم على أساس تشفير المحتوى وتغيير بيانات المستخدم. فقد تستخدم أنت الانترنت بشكل اعتيادي الا أن البيانات التي تظهر للآخرين عنك تظهرك على أنك من بلد آخر بعنوان IP مختلف وبهوية مختلفة.
تستخدم هذه الشبكات بما تحتويه من درجة أمان أكبر للشركات المتعددة المباني والمواقع. إذ إنها لا تكلفها مثل ما تكلفه إنشاء شبكات واقعية وفعلية خاصة بها لربط مبانيها ومواقعا في نفس البلد أو ببلدان متعددة. كما أنها توفر معظم المزايا التي قد توفرها شبكة الانترنت WAN دون الحاجة لدفع مصاريف انشائها الباهظة.
على المستوى الفردي، يلجأ البعض لاستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة VPN لتوفير قدر ومستوى أمان أعلى، وللحفاظ على البيانات والخصوصية التي يحتاجها الفرد عند استخدامه للإنترنت والتطبيقات الذكية. كما أنها وسيلة لتشغيل الإيقاف الغير مبرر لبعض التطبيقات – كما هو الحال بنا عند توقيف برامج التواصل كالتيليجرام – أو للدخول لبعض المواقع التي لا نجد معنى لإيقافها سوى أنها محاربة لثقافة جماعة أو استهداف لهويتهم.
لكن يبقى أن من يظن أنه سيكون آمنا باستخدام هذه التقنيات فهو واهم. أتذكر عندما كنا صغاراً ونلعب لعبة “الخشيشة”، كنا نخطط الى أن نحيط بكافة المداخل والمخارج لبقعة صغيرة يتحرك فيها اللاعبون المستهدفون، ونتعمد إيجاد ثغرات أو مخرج يظنون أنه الحل الوحيد الذي يتمكنون عند استخدامه الإفلات من المراقبة. وبمجرد استخدامه يقعون تحت عيوننا التي تترصد هذا المخرج بالذات والذي يعتبرونه آمناً.
نعم، فاستخدام هذا النوع من الشبكات يوفر أمن وخصوصية عالية جداً. لكن حتى يسمح لشركة أن توفر هذه الخدمة للمستخدمين يشترط عليها تخزين بياناتهم الفعلية لديهم. واخفائها عن البقية. وعليها أن ترد على جميع استفسارات الجهات الرسمية عند الطلب. وفي المحصلة أنك تستطيع إخفاء بياناتك عن الهاكرز مثلا والمترصدون لكن ليست الجهات الرسمية.
توجد الكثير من البرامج المدفوعة الأجر أو المجانية التي توفر هذه الخدمة لمن يريد. وتتوفر بمزايا مختلفة وعديدة على أجهزة الحواسيب بكافة أنظمتها وكذلك على أنظمة الهواتف الذكية.
لست من مؤيدي أو رافضي استخدام هذه التقنيات. لكن أرفض وبشدة استخدامها لمحاولة التخلص من القيود والدخول لمواقع غير لائقة أو لاستخدامات غير شرعية.