معايير ثابتة للتكنولوجيا في التعليم
قد يقبل أي طفل بأي جهاز مهما كانت مواصفاته ليدخله للعالم الرقمي الذي يجد فيه الألعاب والمتعة. لا يعترض على نوع الجهاز – أهاتف كان أم جهاز لوحي أم غيرهما – ولا يعترض على مواصفات الجهاز، فلا يسأل عن قوة الكاميرا ولا على سرعته أو نظام التشغيل فيه. يريد فقط ما يوصله الى هذا العالم. بعد أن يتيسر له الدخول، وبعد أن يواجه عقبات في إنزال بعض الألعاب، أو في جودة التصوير، أو في الحاجة للتواصل.. يبدأ يرسم ملامح للجهاز الجديد الذي يتمنى أن يقتنيه مستقبلاً لكن بحسب الإمكانيات والظروف المتاحة. بعد ذلك يخطو خطوة أكبر. حيث أنه يبدأ بوضع معايير لجهاز يحمل جميع المواصفات التي يجدها ذات أهمية. ويبدأ التخطيط لتذليل جميع الصعاب التي قد تعيقه. يجمع المال، يصبر.. ثم ينال مراده.
هي باختصار قصة تطور أي تقنية يتم إدخالها في المؤسسات. تبدأ لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف صغيرة. يتم توظيفها بعدئذ في مجالات أوسع. تتوسع الأهداف.. تتطور التكنولوجيا.. يزداد مجال توظيفها هنا وهناك.. تظهر برمجيات جديدة.. طرق تواصل أحدث.. فيعاد النظر في كل ما سبق.. ويتم رسم سياسة جديدة للمؤسسة.
وفي المؤسسات التربوية، بدأت المدارس باستخدام التكنولوجيا كمادة دراسية.. ثم كوسيلة للتعليم.. بعدها تطورت.. فأصبحت التكنولوجيا جزءً أساسياً من عمليتي التعلم والتعليم. بدأت بعدها المبادرات من المعلمين باستخدام تطبيقات وبرمجيات يجدون فيها الإعانة لهم. زادت المبادرات، تنوعت التطبيقات. وهنا جاء الدور لعملية تنظيم تلك المبادرات لإعتمادها رسميا. أو لاقتراحها لبقية المعلمين. وحتى لا تكون عملية إعتماد المبادرات تلك عشوائية كذلك وكثيرة وتحتاج هي الأخرى لتنظيم.. لزم عليهم وضع معايير (Standards). هذه المعايير يتم من خلالها تقييم كل أداة من الأدوات التقنية. أكانت جهازاً تطبيقاً استراتيجية أو ما سواها.
هناك معايير أداء لقياس ومقارنة البرمجيات والأجهزة والمواقع وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا. وعلى مستوى التعليم عن بعد و(الكورسات) المصممة لمواقع التعليم الإلكتروني، فإنها قفزت كثيراً وارتقت بمجرد اعتماد معايير عالمية. وأصبحت خطوات إنشاء دروس ومناهج تعليمية أمراً أكثر وضوحاً. وأصبح تبادلها من موقع لموقع آخر مختلف في تصميمه وطريقة عرضه أمرا في غاية السهولة. وعملية بيع الكورسات هذه وضمان توافقها مع كافة المواقع أيسر بكثير عما كانت عليه. وحتى على مستوى المتدرب.. بات التعامل مع جميع مواقع التعليم سهلاً ولا يأخذ وقتاً لفهمه.
أعود لمعايير الأدوات الرقمية التي يستخدمها المعلمون في المدارس. فان تم توحيد تلك المعايير فانها خطوة جبارة. الأدوات عبارة عن تطبيقات متوفرة في متجر جوجل أو سوق أبل. يجتهد المعلمون في البحث عما يناسبهم. ويوظفونه لتحقيق أهدافهم التربوية. وتأتي ضرورة وجود معايير واضحة لها لتعزيز الإيجابيات ولتفادي السلبيات ولتخطيط أفضل للمؤسسات التربوية ولتوحيد الجهود. وجود معايير سيقود الى معرفة الأفضل والأشمل من بين التطبيقات تلك. لمعرفة المواقع التي لا تغطيها التطبيقات وتعويضها بأخرى.
المعايير عليها مراعاة تصنيف هذه التطبيقات.. فمعايير التطبيقات الإدارية في التعليم – كتطبيق لمتابعة الحضور ولرصد الدرجات والسلوكيات – تختلف عن معايير تطبيقات العرض أوتطبيقات التقويم أو التواصل.
معايير تطبيقات العرض للطلاب مثلا يجب أن تتضمن مراعاة وسائل الإبداع والإبتكار لدى الطالب، وسائل التواصل والتعاون، جوانب البحث والإستقصاء واكتشاف المعلومة، استراتيجيات حل المشكلات واتخاذ القرار. من الصعب أن نجد تطبيق لعرض المحتوى يشمل كل ما ذكر.. لكن تميز التطبيق بجانب تربوي واحد كاف أحيانا لتعميمه أو اقتراحه للمعلمين. والأولوية للتطبيقات التي تغطي أكبر قدر من هذه المعايير.
معايير عامة لا بد كذلك من توفرها. كمجانية التطبيق أو سهولة توفره، قابليته للتخصيص. عدم إحتوائه على ما يسيء للتعليم. سهولة الإستخدام وغيرها.
المعايير ليست كل شيء. هي للتنظيم ولتوجيه أفضل للمعلمين. لكن يبقى أن تكون للمؤسسة التربوية هويتها الخاصة كإدارة موقع إلكتروني أفضل بكثير. حيث أنه سيجمع جميع جهود المعلمين والتربويين. ويوحد إسلوب طرحهم للمادة التعليمية مع توفير الحرية للإبداع والتميز.
21 فبراير، 2016 @ 4:42 م
احسنت طرح الموضوع ??
23 فبراير، 2016 @ 7:17 م
شكرا لمتبابعتك الدائمة