التجارة الإلكترونية الإجتماعية
تتعدد أشكال التجارة عبر الإنترنت. تتعدد الوسائل، وتتعدد الأدوات. تتعدد حتى سياسات البيع والشراء والعرض والطلب. نماذج كثيرة للتجارة الإلكترونية. ويختلف بناء على كل ذلك طريقة تفاعل تلك المواقع التجارية مع زبائنها. وكيف يتم تسويقها لمنتجاتها.ولقوة أفكارها وطرق تسويقها وددت طرح بعض أنواع التجارة الإلكترونية من المنظور الإجتماعي.. أي كيف تتواصل مع زبائنها وتسوق بضائعها عليهم. لعل ذلك يلهم الأخوة بعض الأفكار التي تساعدهم وتدعم إبداعهم للنجاح في تسويق منتجاتهم.
النمط الأبسط للبيع عبر الإنترنت هو توظيف مواقع التواصل الإجتماعي كالانستاجرام والفيسبوك. ويعتبر هذا النمط الأكثر شيوعاً للأفراد والمؤسسات الصغيرة في البحرين. لكن إدارة البيع عن طريق الإعلانات المدفوعة على هذه المواقع تعد مضمونة الربح. فالشبكات الإجتماعية تمتلك أنظمة متقدمة جداً في المجال الإعلاني قادرة على تسويق أي نوع من المنتجات.
نمط ثانٍ مختلف تماما ولعل أشهر المواقع التجارية العالمية قائمة عليه.. هو نمط تجارة الند للند. موقع أمازون، علي إكسبرس وإباي هم أرباب هذا النوع من التجارة الإلكترونية. تقوم هذه المواقع فقط بتنظيم عملية البيع. يعرض أي بائع منتجاته وبضاعته فيها. أي زائر أو متسوق بإمكانه الشراء.
نمط آخر مفيد جداً ونفتقده كثيراً. وكم وددت لو أقوم بإدارة موقع كهذا.. هو موقع البيع للمجموعات. جميعنا يعرف إن سعر البيع بالجملة أقل بكثير من سعر البيع بالإفراد. وتقوم فكرة التجارة بهذا النمط على تنظيم عروض للشراء بالجملة للأفراد.. مثلا لو كان هاتفاً يباع ب200 دينار. وبالجملة يباع ب160 د.ب . يقوم الموقع بتنظيم حملة لبيع المنتج هذا ب160 شريطة أن يكتمل عدد المشترين ليصل لعشرة مشترين فأكثر. ويفتح الباب للتسجيل للشراء. وبمجرد إكتمال العدد يتم البيع بسعر الجملة. فبهذا يوفر المشترون كثيراً.
موقع من نوع مختلف أيضاً.. هو موقع تبادل النصائح والمقترحات بين المستخدمين. يحتار أحيانا المشتري بين السلع المعروضة. يحتاج لنصيحة. قد لا يثق بالوصف الذي يذكره الباعة. لكن فكرة هذا النوع من التجارة الإلكترونية الإجتماعية هي فكرة المثل الشعبي القائل إسأل مجرب ولا تسأل طبيب. ويجد هذا النوع من المواقع إقبال كبير جداً لما يتمتع به من مصادقية. فستجد جواباً لكل سؤال يتعلق بالخدمات وبالبيع في منطقتك. وموقع سوق البحرين مثلا هو منتدى تسأل فيه عن أي سلعة أو خدمة في البحرين لتحد من يرشدك ومن يستعرض تجاربه. لا أريد أن أقول أنه موقع بيع فهو مثال لتقريب الفكرة. وهذا النوع يجذب المشترين. كما أن المشتري يظهر رغبته بالشراء. فيكون صيداً سهلا للإعلانات والتسويق والإرشاد الموجه.
نوع إضافي من أنواع التجارة الإلكترونية الإجتماعية.. هو التسوق على أذواق المشترين. فكرة هذا النوع هو إستفادة المشترين من خبرات أو أذواق ذوي الإهتمام أو الإختصاص. مثلاً يسألني بعض الزملاء كثيراً حين ينوون شراء أجهزة الهواتف أو الحواسيب أو أية إكسسوارات وإضافات تابعة لهما. أستطيع عن طريق موقع لأحد السوبرماركتات لو استخدمت هذا النوع من التجارة الاجتماعية أن أختار أفضل هارد ديسك خارجي، أفضل هاتف وحاسب عاليين الأداء.. أفضل جهاز متوسط الأداء. وأقوم بإعداد قوائم من مفضلاتي. فيشاهدها متابعيني أو أصدقائي. فيشترونها. وبالتالي أقوم بقصد أو بدون قصد بالترويج الى بضائع هذا السوبرماركت دون أن أشعر. مثال آخر يوضح أهمية هذا المجال.. هو إيجاد حل لمسألة التسوق الطويل للنساء لشراء ملابس المناسبات كالعيد والأفراح. عوضاً عن الذهاب لعشرات المحلات دون أي جدوى تستطيع الذويقة منهم تركيب الألبسة على بعضها وإخراج موضات جديدة. وتستطيع مشاركتها والحصول على أكبر عدد من اللايكات لأحلاها. ثم تقتني الأكثر إعجاباً مثلا. فهي تروج للمحل عن طريق ترويجها لذوقها الخاص.
سأكتفي بآخر نمط لعدم الإطالة.. وهي التجارة الإجتماعية التساهمية.. أي أن يساهم المشتري في عملية تصميم وانتاج المنتج وأن لا يكون دوره فقط الشراء. وهي فكرا جداً ناجحة. سأضرب مثالين لتوضيحها. قامت شركة كيندر بطلب تصوير الأبناء وهم يتناولون منتجاتها. وعرضها للتصويت في موقعهم. ومن ينال أكبر عدد أصوات تطبع صورة الأطفال في منتجاتهم المطروحة في الأسواق. وبهذا فقد شارك الأطفال وعوائلهم في تصميم المنتج وكانت حملة ترويجية ناجحة. مثال آخر.. هو ما قامت به شركة الكوكاكولا. فشخصياً أعرف مجموعة غير معتادة على شراء الكوكاكولا.. لكن لما وجدت أسماءها مكتوبة على علبها اشتروها وصوروها وشاركوها في حساباتهم في شبكات التواصل.
كلما أعطيت المشتري مساحة للتفاعل مع ما تعرضه للبيع كلما استطعت جذبه. هذه باختصار فكرة التجارة الإجتماعية. فاحرص أن يكون زبونك جزء منك.
24 فبراير، 2016 @ 11:29 م
ان ثقافة التجارة الالكترونية تنتشر انتشار سريع في مجتمعنا
25 فبراير، 2016 @ 5:35 ص
بالتأكيد أستاذي☺