الإنتاجية في ظل الشبكات الاجتماعية
في الوقت الذي يجني فيه البعض أموالاً ضخمة جراء استثمار الشبكات الاجتماعية في الترويج لبضائعه إلا أن نفس هذه الشبكات تعتبر سبب رئيسي في انخفاض إنتاجية العامل في عمله.
يستمر الصراع بين من يدعو لاستثمار الأعداد المهولة المتواجدة في الشبكات الاجتماعية وبين من ينأى عنها لأن نفس هذه الشبكات تشغل موظفيه عن أداء عملهم بشكل جيد ومتقن.
أتذكر وأنا أتصفح حساب أحد الأشخاص، وجدته علناً يصرح بتصريحات أقل ما يمكنني وصفها بأنها تصريحات غبية. فهو لا يتورع في الكتابة في صفحته في احدى الشبكات الاجتماعية عن إنه قد يغيب يوم غد بسبب مناسبة أو احتفالية ما إذا ما استطاع استصدار عذر طبي!!
وآخر تجده يتذمر علنا في أوقات عمله من العمل نفسه على الشبكات الاجتماعية. أو تراه يتفاخر بأنه انشغل بأداء وإنجاز عمل معين.. كالرسم والخربشات وتأليف عدة أبيات حول موضوع معين وكل هذا لا يمت لوظيفته بصلة.
والبعض ينشغل كلياً مع هذه التطبيقات مما يؤثر سلباً على العمل. أتذكر اني انتظرت أحد البائعين (الكاشير) عدة دقائق وهو منشغل في تطبيق الواتساب. ثم بدأ بخدمتي وهو لا زال يتحدث عبر البرنامج مما أثار اشمئزازي بشكل كبير.
حقيقة ما في الأمر أن لأرباب العمل الحق –كما هي قوانين العمل في جميع أنحاء العالم – في محاسبة هؤلاء واتخاذ إجراءات تصل نهايتها لإنهاء خدمته من العمل، وربما أكثر من ذلك. بالذات اذا كان هناك ((تشهير)) ببيئة العمل أو إضرار بسمعة الشركة أوبالمنتج النهائي للعمل.
في المقابل تدخل أحيانا لصفحات شخصية، ومع كونها شخصية وليست تجارية إلا أنها تسوق وتروج للأعمال بأسلوب ذكي جداً. وتستقطب الكثيرين وتحبب إليهم منتجات أو خدمات الشركة بأسلوب يرفع من دخلها.
فبعضهم حتى خارج أوقات عمله يتواصل مع الزبائن عبر هذه التطبيقات ويعطيهم من عذب الكلام ما يكسبك ويجبرك على التعامل معهم.
إدارة الحسابات التجارية أو الشخصية بطعم تجاري على الشبكات الاجتماعية لها ثقلها الذي قد يزيد في بعض الحالات على المردود الناتج من الإعلانات المدفوعة في الشبكات هذه.
ولا استغرب ان كانت هناك تخصصات علمية يتم تدريسها بشكل ممنهج في الجامعات بعنوان الاعلام الإلكتروني كما في جامعة البحرين أو التسويق الرقمي كما في الدورات التخصصية التي تقدمها بعض المعاهد بدعم من تمكين. استثمار الاقبال الكبير للأفراد على الشبكات الاجتماعية من شأنه رسم انطباع حسن لا يمكن الوصول له بالوسائل التقليدية. كما ان فقدان التوجيه والاستخدام الخاطئ لهذه الشبكات من شأنه ان يدمر مستقبل الشركات أو الأفراد ويهدد وجودها.
نعم، الإنتاجية تتأثر سلباً وايجابا بالشبكات الاجتماعية.. وعليه فلنكن ايجابيين أفضل من أن نكون سلبيين.