الأجهزة المنزلية والإنترنت
بدأت تقنية انترنت الأشياء تغزو كافة الأجهزة المنزلية لتضيف إمكانية التحكم بها عن طريق الإنترنت أو الهاتف الذكي أينما كنت في هذه المعمورة. فالكثير من المنتجات تنزل الأسواق وبأسعار معقولة. كما أن الكثير منها يباع في مواقع التجارة المعروفة.
تتيح تقنية إنترنت الأشياء قدراً كبيراً من الراحة. وتوفر الرفاهية لمستخدميها. وتضفي لمسات الذكاء عليها. فالمصباح الكهربائي مثلا.. بات من الممكن أن يكون مصباحاً ذكياً. اذ انه يتم ربطه بشبكة الانترنت المنزلية (Wifi). ومن خلالها وعن طريق تطبيقات على هواتفنا الذكية نستطيع التحكم بتشغيله وإغلاقه. ولا يغير من ذلك إن كنا في نفس المنزل أو في أية نقطة من العالم ما دمنا متصلين بالإنترنت. كما توجد إمكانية لبرمجته بحيث يضيء في فترات نحددها نحن مسبقاً ويغلق أوتوماتيكيا بحسب البرنامج الذي نرسمه له.
مزيداً من اللمسات الذكية عليه.. يمكننا ربط المصباح الكهربي بكمية الضوء في الخارج. فاذا كانت الشمس مشرقة فهو أوتوماتيكيا يغلق. ويفتح عندما تبدأ الشمس بالزوال. مزيداً من التعقيد التقني، يمكن ربطه بمستشعرات ذكية قادرة على التعرف على وجود أحد بالغرفة مثلاً أو لا. فيفتح بمجرد مرور أحد أفراد البيت ويغلق حين تكون الغرفة خالية. حقيقة لا توجد حدود للذكاء فيمكن ربطها بأي متغير في المنزل مهما كانت طبيعته.
تقنية إنترنت الأشياء لا تقتصر على المصابيح. فتوجد منتجات كثيرة تستند لهذه التقنية في الأسواق كالغسالة والسخانات وأدوات الطبخ والتلفزيونات ومشغلات الفيديو والصوتيات وكافة الأجهزة الكهربائية.
لا شك إن لهذه التقنية مساوئ وخطورة من ناحيتي الأمن والخصوصية. فكما أن الحواسيب يمكن أن يتم اختراقها والتحكم فيها عن بعد، سيكون من الممكن كذلك اختراق المنازل عن طريق التحكم في هذه الأجهزة بل وحتى الترتيب لسرقتها من قبل المخترقين مثلاً. لكن كما عودتنا هذه التقنيات. تبدأ كفكرة ثم كمنتج يشوبه النقص وتعتريه العيوب. ثم تتطور لتغطية النواقص وإيجاد الحلول المناسبة للعيوب. ثم تنتشر لتكون ضرورة. ثم يكون متخلفاً عن الركب من لا يستخدمها.
قرأت عن تجربة لأحد أولئك الذين استخدموا أجهزة ذكية في منزله. فقد اشترى جرساً ذكياً مبني على تقنية إنترنت الأشياء. الجرس مزود بكاميرا ويرتبط بالإنترنت. وبالتالي فان كل من يضرب جرس المنزل فان التطبيق على هاتفه الذكي يصدر صوت الجرس. ويستطيع الإجابة عليه من خلال هاتفه ويرى من الذي يطرق بابه حيث أن الجرس يبث الصور لهاتفه. الطريف في الأمر أنه كيف يقنع ذلك الزائر لبيته من خلال محادثته عن طريق هذا الجرس الذكي أنه غير متواجد في المنزل؟ فهل يستطيع أن يرد على جرس المنزل وهو خارج المنزل؟ قد يكون ذلك مقبولاً بعد فترة ولكن ليس الآن كما يدعي.
أمراً آخر طرحه أحد المعارضين لهذه التقنية. يقول عندما يتم ربط كافة أجهزة المنزل بالإنترنت.. فلا تستغرب إن أردت الطبخ فلا يعمل الجهاز بحجة عدم اتصاله بالنت. ولا تستغرب إن أردت الذهاب للحمام –أعزكم الله- ليطلب منك الانتظار حيث أنه يقوم بتحديث نظامه.
ما يضحك اليوم وما يخيف سيكون واقعاً في الغد القريب. ولا أتعجب إن جاء يوم تعامل فيه فاتورة الإنترنت مثل فاتورة الماء، الكهرباء. ولا تمشي المعاملات للمنازل والشقق والمكاتب إلا باستكمال إجراءات الإنترنت كما هو الحال حالياً للماء والكهرباء. لأن الانترنت سيكون جزءا رئيسياً لا يمكن تغافله.