هل يستطيع الهاتف أن يزرع؟
إنترنت الأشياء (Internet Of Things – IOT) هي عملية ربط جميع الأجهزة بالإنترنت مع إمكانية ادارتها ومتابعتها من خلال الإنترنت سواء كان بالهواتف الذكية أو الحواسيب. كنا سابقا نتكلم عن هذه التقنية والأجهزة التي نحتاج اليها باهظة الثمن أو غير متوفرة أو أنها تحتاج لتقنيين ومبرمجين لنصمم الأجهزة بأنفسنا وننشئ برامج خاصة لها وربطها بمواقع إلكترونية أو الأنظمة السحابية. لكن هذا المجال يعد من المجالات النشطة على مستوى البحث العلمي أو على المستوى التجاري والإنتاج. فالتكنولوجيا تتقدم سريعاً. وباتت عملية تحويل الأجهزة الحالية التقليدية الى أجهزة ذكية ممكنة ومتيسرة حتى للأطفال. كما بدأت المعدات التي تمكننا من ربط (أشيائنا) بالإنترنت متوفرة وسهلة الاستخدام جداً.
توجهنا الى الجزء الأكثر تقليداً وبدائية في منازلنا… الزراعة، وقررنا تحويلها إلى مزرعة ذكية. المزرعة الذكية هي احدى النماذج التي تحدثنا عنها منذ العام 2015 من خلال هذا الرابط. أي قبل عامين من الآن. ولكن مع بداية 2017 بدأنا تحوير الفكرة لنموذج حي. تم إعداد فريق العمل، تم طلب الأجهزة التي تمكننا من التحكم بالمزرعة عن بعد. تم توفير حنفيات إلكترونية – كما هي في أجهزة الغسالة – لنتحكم بري المزرعة عن طريق تشغيله واغلاقه بالتيار الكهربائي من هواتفنا، تم شراء الأدوات الأولية لبناء النموذج. كما تمت إضافة إمكانية التحكم بإضاءة المزرعة وحرارتها بالهاتف لتوفير بيئة مقاربة للبيئة الطبيعية للنباتات. أي أن المزرعة الذكية تحاكي عمل البيوت المحمية إلا أن كل شيء فيها يعمل بشكل أوتوماتيكي. بل يمكن توقيته لمرة ليعمل بعدها بشكل دائم دون عناء. وهكذا عمل الفريق بجهد وإخلاص ليرى بعدها نموذج المزرعة الذكية النور. أشير بالذكر إلى طاقم العمل وهم أ. حسين الشجار، الطالب سيد صادق جلال، الطالب عباس حسين، الطالب الحمزة الفردان.
وللمشاركة بهذا النموذج في أحد المعارض العلمية، قام الفريق بإعداد استبانة مسحية، توصل الفريق من خلالها الحاجة الماسة لتوفير مزرعة قابلة للتحكم عن بعد ويتم الاعتناء بها من خلال الهاتف الذكي حتى مع الانشغالات الكبيرة للذين شملهم المسح أو أثناء سفرهم. كانت الفكرة بالنسبة إليهم ممتازة. وأوضحوا مدى الحاجة لها.
وبعد اكتمال النموذج الأولي للمزرعة الذكية. وهم نموذج مصغر قابل للتنقل. وربط نتائج الاستبانة المسحية بالحلول التي يمكن للمزعة الذكية أن تقدمه، تم عرض النموذج في محيط (المدرسة) وهي البيئة الحاضنة للمشروع هذا. فأُذهِل الجميع. وتمت المشاركة به في المعرض العلمي المذكور. إلا أن النتائج جاءت غير متوقعة.. فقيل إن العمل متميز لكن لجنة التحكيم لم تقتنع بأن المشروع من عمل الطلاب. هكذا تم التعامل مع علماء المستقبل كما يطلق عليهم المعرض التسمية.
المشروع المقدم طموح جداً رغم ما قيل عنه. واكتفت مجموعة العمل بالأوسمة اللفظية التي قدمها الحضور للطلاب من الثناء والمدح ومدى الحاجة لمثل هذا العمل. ولا زال فريق العمل يقدم أفكار تطويرية بل وأفكار تجارية تمكنهم من توظيفه والاستفادة المادية منه. كما يمكن لهم تطويره عبر إضافة مجسات ومستشعرات ذكية جديدة كإضافة مستشعر لقياس رطوبة التربة والحرارة ليعمل بشكل أوتوماتيكي ويرسل القراءات للهاتف الذكي مباشرة. كما تم طرح أفكار بربطه بكاميرا مراقبة للنظام للتأكد من سلامة عمله من أي مكان في العالم.
انترنت الأشياء عندما يدخل على أي جهاز، فانه يضيف له لمسات السهولة الذكاء والقدرة على فهم المحيط عن بعد وبالتالي اتخاذ قرار المناسب. فالهاتف الذكي لم يعد للتواصل فقط. فهو حتى – في حالتنا هذه- يزرع.. ويحصد.