إرشادات لشراء الحاسوب أو الهاتف
تفاجأت عند سفري لدراسة البكالريوس بأن الكلية التي سجلت فيها جديدة لم يكتمل حتى بناؤها ولا تجهيزاتها بعد لكنها تابعة لجامعة عريقة. فنظام الجامعات هناك يختلف عما هو عليه في بلدنا. فبامكان أي مستثمر أن يخصص مبنى ويوظف أساتذة ويطلب إعتماده من قبل الجامعة الرئيسية. والمستثمرين قد يقدمون خدمات عالية وقد لا يقدمون. كنت بين خيارين حينها، أن أقوم بالتسجيل في كلية أخرى تابعة لنفس الجامعة أو أن أستمر في هذه الكلية الجديدة الغير معروفة والتي ليس لها سمعة كغيرها. ولحسابات مادية وأمور أخرى اخترت أن أبقى فيها دون تغيير.
هذه الكلية كانت تسعى للحصول على السمعة كونها جديدة، وتسعى لتثبيت اسمها دوليا ككلية متميزة، تسعى لجذب الطلبة من خارج بلدها لأن رسوم الطالب الأجنبي أعلى بكثير من رسوم الطالب المحلي لديهم. وبالتالي مكسب أكبر لهذا المستثمر. وهكذا قاموا بتوفير خدمات لنا لم نكن نحلم بها في يوم من الأيام ولا تستطيع الكليات ذات الصيت والتاريخ أن توفرها.
نعم، هذا هو حال الشركات الناشئة أو التي تسعى لتثبيت إسمها في السوق العالمية. تتفانى بتقديم منتجات راقية وخدمات عالية وبسعر تنافسي منخفض. وعليه لا بد لنا من إستغلال سياسة الشركة التسويقية تلك فهي لن تتكرر ولن تستمر طويلاً.
أكثر ما يسأل عنه المشتري عند شراؤه المنتج هو ماركة هذه الشركة. وهو مفهوم خاطئ وتوجه مقلوب في عملية الشراء. لا بد من مراعات الميزانية الموضوعة أولاً ثم المواصفات والمزايا المتوافقة مع الميزانية للجهاز المراد شراؤه. ثم البدء بمقارنة الخيارات المناسبة من حيث جودة المنتج والضمان. والماركة ما هي إلا سجل تستطيع من خلاله قياس حجم الخدمات والضمانات التي ستتوفر بعد الشراء.
وبالنسبة لشراء هاتف ذكي أو لابتوب فيجب الإلتفات أولاً الى نظام التشغيل المطلوب. فهل ترغب في التعامل مع الويندوز أو OSX مثلا في الحواسيب. وهل أرغب في الأندرويد أو iOS أو غيرهما في الهواتف. فهو سيؤثر كثيرا على الخيارات والمنتج الذي ستشتريه. بعدها تحدد مستوى المواصفات المطلوبة بناء على الميزانية والهدف من ذلك الجهاز. بعضهم يفضل المستويات العالية من المواصفات. وبعضهم يستهدف المواصفات المتوسطة أو المتواضعة بحسب حاجته أو الغرض من شرائه.
ثم يجب أن نحدد حجم الشاشة المطلوبة. ففي الحواسيب .. يختار المستخدمون الشاشات ذات الحجم الأقل من 13 عندما يكون هدفهم حمل اللابتوب بشكل دائم. وعادة ما تكون مواصفاته بسيطة إلى متوسطة. الشاشة بحجم 14 هي الشاشة المثالية التي تقدم كفاءة متوسة وعالية مع الحفاظ على وزن خفيف لحمل اللابتوب وتنقلاته. أما الشاشة بحجم 15″ فهي الشاشة المعتادة. وينصح بها عندما يكون التنقل بالحاسوب محدود.
وكذلك الحال للهواتف. فيوجد تصنيف للشاشات الخاصة بالهواتف. فالشاشات الصغيرة عادة تستخدم في المواصفات المحدودة الى المتوسطة. الشاشات الكبيرة قد تكون مريحة أكبر للعين لكن إن زاد حجمها عن 5.5″ تعتبر كبيرة نسبياً. وتوجد هواتف على هيئة تابلت وقد أطلقوا عليها إسم فابلت.
ونقطة أخرى مهمة في عملية الإختيار هي خدمات ما بعد البيع. فالدعم والضمان الذي توفره أية شركة هي ما يصنع الإسم للشركة لتكون (ماركة) يعتمد عليها. وهذا هو الفارق بين الشركات الصينية التي تنتج أجهزة بمزايا كثيرة وبسعر التراب حيث لا توجد ضمانات. واقعاً يوجد ضمان.. ضمانها هو أنها ستتعطل سريعاً.
وفي المقابل فان الشركات الناشئة في السوق العالمية التي تبحث عن موطئ قدم مع كبار الشركات هي ما تستهويني كثيراً. فهي تقدم أفضل ما لديها من منتجات من مواصفات وجودة وضمان وخدمات ما بعد البيع بنصف سعر الشركات الكبيرة. هذا الفارق في السعر هو ما جعل شركتي هواوي ولينوفو تستحوذ على ثالث ورابع أكبر مبيعات في سوق الهواتف لآخر احصائية – الربع الثالث من عام 2015 – ليتقدما بفارق كبير على شركتي مايكروسوفت وسوني مثلا.