عالم الورق
مهما تطورنا، مهما كان عالمنا الرقمي واسعاً، وخدماته تنوعت، يبقى الإعتماد على الورق وسيلة لا مفر منها لدى أكثر المؤسسات الحكومية والخاصة، الربحية والغير ربحية. حتى مع تطبيق أنظمة إلكترونية في التعاملات إلا إنه لا يتم الإستغناء عن طباعة التقرير النهائي للمعاملة وإعتماده بشكل يدوي. وحتى لو تم إعتماده وتصديقه إلكترونياً فإن سياسة المؤسسات تقتضي بطباعة نسخة منها والإحتفاظ بنسخة ورقية في ملفاتها.
في عالم الورق هذا نتحدث نحن عن آلاف وعشرات الآلاف من الورق، وعليه وددت أن أطرح موضوعاً عن أنواع الورق المستخدم وما هو أفضل إستخدام له. فلكل ريم ورق تعليمات خاصة . كما أن لكل طابعة تعليماتها الخاصة كذلك. ولكل نوع من الطابعات أيضا تعليمات. ولا بد من مراعاة كل ذلك عند إختيار الأوراق. حديثي فقط عن الأوراق بحجم A4 للطابعات العادية المعدة للإستخدام في المكاتب والاستخدام الشخصي.
النوع الأكثر شيوعاً من بين الأوراق المستخدمة هي أوراق النسخ (photocopy paper). وهي أوراق متعددة الإستخدام. تناسب في الغالب معظم الطابعات الليزر والنافثة الحبرية (inkjet printer). إقتصادية مقارنة ببقية الأوراق. لكن أيضا نجد منها الكثير من الأنواع. وينصح عادة باستخدام أوراق لا يقل وزنها عن 20 بوند (20 bond) أو 75 g/m2 ودرجة لمعان لا تقل عن 92%. وهي الأفضل للاستخدام اليومي.
وللتقارير أو المطبوعات التي يراد لها أن تظل لوقت أطول أو اذا كان المحتوى مهماً فانه لا ينصح باستخدام ورق يقل وزنه عن 24 بوند أو 90 g/m2 ودرجة لمعان لا تقل عن 94%. فبهذه المواصفات حتى بعد سنة على طباعة التقرير يظل لونها أبيضاً دون اصفرار.
نقصد بالوزن هنا وزن ريم الورق التي تضم 500 ورقة. ويقصد بدرجة اللمعان المذكورة هي درجة السطوع عندما تعرض الورقة على إضاءة خاصة باللون الأزرق. ونجد هذه البيانات على غلاف ريم الورق.
أما النوع الثاني من الورق فهو ورق خاص بنوع الطابعة. فمثلا يوجد ورق خاص للطابعات الليزر، وآخر للطابعات النافثة للحبر (inkjet). الأوراق الخاصة بالليزر تتحمل عادة درجات حرارة عالية. فلعل من لديه طابعة ليزر قد لاحظ أنها تسخن سريعاً عند طباعة مجموعة من الورق. فهذا الورق صنع ليتحمل طبيعة هذا النوع من الطابعات دون أن يتأثر المحتوى المطبوع. وهو أقوى وأنعم ولا يمتص الحبر ولا يصفر لسنوات عديدة. أي أنه يحافظ على إبيضاضه ونظافته لفترة أطول من ورق النسخ المتعدد الإستخدام. ومن طبيعة الورق هذا أيضا أنه أكثر وضوح وجودة عند الطباعة ويحافظ على رأس الطابعة نظيفاً. فلا يترك أثراً تراكميا على الطابعة. وبالتالي لا تحتاج الطابعة لصيانة متكررة.
بالنسبة للورق المخصص للطابعات الإنكجت. فهو -عكس ورق الليزر- يمتاز بامكانيته لامتصاص الحبر سريعاً فلا يدع مجال للورق أن يتلطخ ويتسخ. كما إنه أدق وأوضح في الطباعة من باقي الأنواع. ولا يترك أثراً على رأس الطابعة أيضاً وهو ما يطيل عمر الطابعة. إن إستخدام هذا النوع من الورق مع طابعة الليزر يؤثر سلباً في جودة الصورة وقد يضر بالطابعة ويعطلها.
مع أن الورق المخصص لنوع الطابعة أفضل إلا إنه أغلى من الورق المتعدد الإستخدام. ويوجد نوع كذلك من الورق هو ما تصنعه الشركة نفسها التي صنعت الطابعة. فمثلا تقوم شركة السامسونج بصناعة الطابعة وصناعة الورق المتوافق معها تماماً الذي يعمل معها بشكل مثالي. شخصياً أجد ذلك نوع من الإستغلال من بعض الشركات المصنعة التي تقوم برفع سعر الورق بشكل غير مبرر فقط لأنه يحمل إسمها. فيكفي أن لا نخرج عن تعليمات الطابعة العامة واستخدام ورق مناسب.
فان كنت في مؤسسة تستخدم الآلاف من الورق فاستخدام ورق النسخ الإقتصادي قد يكون الأمثل. وإن كان استخدامك للورق شخصي ومحدود فما المانع من استخدام ورق الليزر أو ورق الإنكجت؟ اختر ما هو أنسب وأفضل.