الرابط لا يعمل
كثيرا ما تصلنا روابط على برامج التواصل الإجتماعي وعند الضغط عليها نجد أن الرابط لا يعمل. وأحيانا يعمل لكن بعد فترة عندما نحاول إعادة فتحه لا نجده يعمل. لا توجد مشكلة إن كان هذا الرابط مجرد دعابة أو فيديو ضاحك. لكن عندما يكون هذا الرابط متعلق بالدراسة كصفحة لمراجعة أو تقويم أو لامتحانات سابقة يحتاجه الطالب. أو عند تضمين الرابط في منتج أو كتاب يراد له أن يظل في السوق لسنة أو سنوات، فان المشكلة ستكون أكبر.
في المجلة أو الكتاب أو المنتج الذي مخطط له أن يبقى لشهور أو سنين ينشرون هذه الروابط أحيانا على هيئة رموز للإستجابة السريعة (QR Code) ـ وهي رموز تحمل شكل مربع يحتوي على مربعات صغيرة مثلها مثل الباركود الذي نجده على كافة المنتجات الا إنه ثنائي الأبعاد. ويمكن قراءته بالهاتف الذكي عن طريق تصويره بتطبيقات متوفرة بكثرة ومجانية – وهذه الروابط تعمل في حينها. لكن بعد فترة وجيزة قد تحتاجها وتزور نفس الرابط عن طريق نفس الرموز فلا يعمل.
لا أريد التوقف عند أسباب عدم إمكانية تشغيلها. فبعض الروابط تكون من الأساس ذات صلاحية لفترة وجيزة – بالذات الروابط المختصرة – وبعضها قد يتم حذف الملفات من المصدر أو تحدث تغييرات في الموقع فيتغير الرابط إليها. فتكون النتيجة أننا نزور موقعاً ولا نجد فيه ما أردناه.
هناك توجه – بالمناسبة – لدى وزارة التربية والتعليم بإضافة هذه الرموز – والذي قلنا بأن في الغالب هي روابط – في المناهج الدراسية لتضفي نوع من التفاعل للكتاب المدرسي. ما دامت هذه الروابط لمواقع خارج نطاق موقع الوزارة الرسمي، فإن احتمال عدم ضمان بقائها لسنوات أمر لا بد من وضعه في الحسبان.
ولنحسن النية أكثر، فلنحتمل بأن الرابط لا زال يعمل. لكن المعلم أو إختصاصي المناهج وجد شرح أكثر وضوحاً وتمارين أكثر مطابقة للدرس أراد ربطها معه. لكن الروابط تمت طباعتها وتوزيعها وإنتهى الأمر. فما العمل حينها؟
هناك نوعين من الروابط التي لا بد من التفريق بينهما. روابط ثابتة وروابط متغيرة. وعند إستخدام رموزالـQR فان هناك رموز ثابتة ورموز متغيرة (Dynamic and Static QR codes). الفرق بين النوعين يكمن في أن الرمز الثابت يحمل الرابط الى الصفحة المراد الوصول إليها بشكل مباشر ومتى ما حدثت مشكلة في الصفحة تنعدم الفائدة من هذا الرابط. بينما المتغير يحمل رابط الى جهة وسيطة، وهذه الجهة تقوم بتحويله الى الصفحة أو الفيديو المطلوب. الميزة في الطريقة الثانية هي أن من قام بعمل الرابط يستطيع التحكم في الجهة الوسيطة. وبالتالي لو أن الصفحة المطلوبة أقفلت، أو أردنا توجيهه لصفحة أخرى سيكون ذلك سهلا يسيرا. من دون الحاجة لإعادة طباعة الروابط أو الرموز. فهي ستكون مرتبطة دائما بالجهة الوسيطة. ويمكن إعادة توجيهه منها الى أية صفحة أخرى.
وأقترح كذلك للقائمين على مثل هذه المشاريع – كالوزارة في مناهجها أو المؤسسات في نشراتهم – أن يتم دائماً ربط هذه الوصلات بصفحة داخلية لموقعهم الخاص بحيث تحتوي هذه الصفحة على روابط متعددة. يمتلكون صلاحية إعادة تحرير هذه الروابط وتغييرها. كما أن هذه الطريقة ستسهل عليهم ربط أكثر من نشاط بلينك واحد أو برمز واحد مطبوع عوضا عن تكرار الروابط هذه.