طاولة طعام وهواتف
طاولة طعام في الصين، جمعت تقنيين ورجال أعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصال في عام 2013، أخرج كل منهم هاتفه النقال. واذا بالمفاجأة أن جميعهم كان يمتلك هاتف آيفون. وهنا طرح أحدهم سؤالاً.. ما الذي جعلكم تختارون هذا الهاتف دون سواه. أجمع الجميع على كلمة واحدة. هي جودة المنتج هذا. فسألوا سؤالاً آخر.. ما الهاتف رقم 2 في وجهة نظركم؟ هنا إختلفوا كثيرا. فبعضهم إختار هواتف لشركة سامسونج وآخرون رشحوا هواتف سوني ومجموعة اختارت هواتف HTC. وعليه توصلوا الى إنه لا يوجد حسم للهاتف رقم 2 من ناحية الجودة. طال حوارهم في طرح الأسئلة. حتى انتهت طاولة الطعام هذه بولادة شركة جديدة في عالم الهواتف.
كان التحدي لهذه الشركة هي أن يتم إنتاج هاتف بجودة عالية وسعر منخفض. الهدف واضح، تم رسم الخطط وحدد فريق العمل وخرجت لنا شركة OnePlus. وكانت أولى ثمارها OnePlus One الذي بيعت منه مليون قطعة في نصف عام. وفاقت إجمالي مبيعاتهم من هذا المنتج المليونين ونصف. وبدؤوا يقارنونها مع كبريات الشركات.
إنبثقت رؤية الشركة من نظرتها في أهمية تعاونها مع زبائنها من دول مختلفة في رسم خططهم والأخذ برؤيتهم في إنتاجاتهم بل واعتبارهم شركاء. ولا تخجل بالأخذ عمليا بمساهمات مهندسين من أنحاء العالم في تصميم منتجاتها.
لم يدّعوا قط أن منتجهم هو الأفضل، فيكفيها فخراً أن هاتفها يقارن مع هواتف سامسونج وأبل وباقي الشركات كمنافس قوي. ويكفيها أن لها بصمة واضحة على نظام التشغيل الأندرويد الذي أضافت تحسينات له في الواجهة ليكون أكثر مرونة. ويكفيها أن هذه الجودة والتقنية تقدم للمستهلك بنصف السعر أو أقل من الذي تأتي به مثيلاتها. وأن الملايين من منتجاتها في خدمة مستخدميها مع شعورهم بالرضا.
طاولة طعام أخرى من صناعة الصين مثل سابقتها، تجمع بين أساتذة و”تقنيين” في “مواقع عملنا”.. ونخرج هواتفنا جميعاً فنتفاجأ بوجود مسج واحد دون سواه. يدعونا المسج لاجتماع هام. يطول الإجتماع على هذه الطاولة، الطاولة التي فيها أجهزة عرض متقدمة وكافة التجهيزات. تتوحد الرؤية ووتشتق الأهداف بمشاركة الجميع، يتم الأخذ بكافة وجهات النظر. ويؤمن الجميع بضرورة إشراك المجتمع في تحقيق الأهداف. ويطول النقاش في رسم الخطط وآليات التنفيذ،،وحتى الجودة وطرق التقويم وقياس الأثر من كل خطوة. وأخيراً تثمر اجتماعاتنا. نعم ننتج حبراً على ورق.
فيكفينا فخراً أن أوراقنا مثل أوراق أخوتنا المنتجين من أنحاء العالم. ويكفينا فخراً أن الحبر على أوراقنا ينافس الحبر على أوراق المبتكرين في أنحاء العالم. بل نفتخر بأن أوراقنا أكثر من أوراقهم. ويبقى واقعنا المعاش كما هو. كم نحن مبدعون.
4 ديسمبر، 2015 @ 1:29 م
حلوة ?