صنع في البحرين الحديثة
جميع بلاد العالم تفتخر بمنتوجاتها وصناعتها المحلية. جميع مواطني دول العالم تفضل المنتوجات المحلية على المنتوجات العالمية حتى لو كان هناك اختلاف بسيط في مستوى الجودة أو السعر. كما أن جميع المنتجات المحلية تحظى باحترام الجميع من مواطني تلك الدول أو من قانطيها أو سواحها.
على الصعيد التكنولوجي، حاولت الترويج ذات مرة لأحد منتجاتي من المواقع الإلكترونية الإدارية على انها 100% منتج بحريني. حيث أن كافة الأكواد والتصاميم وبنية النظام وكافة تفاصيل الموقع هي من نتاجنا. وفي أثناء الترويج للموقع المذكور حاولت تبيان ما تعنيه هذه الكلمة. حيث اننا على علم بكل حرف ونقطة فيه. وأننا قادرون على تغييره وتكييفه دون أي عناء ليتلاءم مع متطلبات الفئة المستهدفة. وأننا قادرون على تقديم كافة أنواع الدعم. فهو باختصار نتاج أيدينا.
ما كان ينقصني هو أن يستمع لي من يعرف قيمة “صنع في البحرين”. تألمت كثيراً اذ ان جميع من تم تسويق المنتج عليهم هم من غير البحرينيين. تارة من دول عربية وتارة من الآسيويين وفي حالة وحيدة كان العرض يستهدف أجنبي من الدول الأوربية.
جميعهم لم يكن شعار التسويق لمنتجاتنا “صنع في البحرين” يعني لهم شيء.. فقد اعتادوا في هذا البلد أن يكون المنتج من الخارج، والعاملون عليه عمالة وافدة والمسوق له أجنبي. قد لا يهتمون إذا كان هذا المنتج لا يدعم اللغة العربية مثلا ولكنهم حريصون على دعمه للإنجليزية. قد لا يعيرون أي انتباه لبعض الاختلافات التي لا تتوافق مع طبيعة البلد أو نمط ادارة الشركة لكن المهم ان يكون المنتج من الخارج. بعض أولئك يفضل التعامل مع منتجات بلده الأصل.
عندما يكون المنتج محليا.. فانهم يسألون عن تاريخ القائمين عليه وانجازاتهم السابقة وأكبر عملاؤهم وغيرها من شروط لا تتوفر في مبتدئ ولا خبير. بينما لا يسألون سوى عن بلد الإنتاج للمنتجات الخارجية. نعم، قد لا تكون البحرين متميزة في مجال إنتاج البرمجيات. وقد تكون كلفة الإنتاج أكبر نظراً لارتفاع الأجور وارتفاع المصروفات على وجه العموم. لكن حتى في حالة التغلب على كل تلك العقبات فإننا نواجه صعوبة في تسويق المنتج.
أذكر هنا احدى قصص النجاح لشخص يسكن في بلد خط الإنتاج فيه مرتفع الكلفة ويعاني من عقبات عديدة. لكنه نجح في تأسيس عشر شركات وسجل براءات اختراع عديدة. كان السر وراء نجاحه كما يقول ليس في الإبداع لأن الكثيرون من زملائه المبدعين لم يحققوا نفس النجاح. بل يكمن نجاحه في أنه يصمم النماذج لبعض الأدوات التي تحتاجها سوق بلاده ولا توفرها المنتجات الخارجية، وبعد تسويق تلك النماذج أو النجاح في ترويج عدد بسيط منها وهي نماذج أولية بدائية يقيس مدى حاجة السوق لها، يتعاقد مع شركة صينية لتطور المنتج وتعيد تصميمه وانتاجه ليكون “صنع في الصين”. وتقوم شركاته التي أسسها فقط بالتسويق. وهنا أيضا ربما كان ينقصنا تأسيس الشركة في دبي أو الهند أو الصين ومن ثم فتح فرع لها في البحرين لنستطيع الترويج لمنتجاتنا.