هل يمكن للكاميرا أن تعلم إبني الصلاة؟
في عالم الألعاب الإلكترونية، نرى أبنائنا وهم يلعبون بألعاب “غريبة” في فكرتها وأسلوبها. كأن يحمل مسدساً – الحديث عن الألعاب يا جماعة – ويوجهه اتجاه أهداف تظهر بالشاشة ويصيبها. كنا نراه ونندهش. فكيف لجهاز اللعب هذا إكتشاف الزاوية والتعرف على إتجاه المسدس؟ ألعاب أخرى كألعاب المضرب.. يقوم الطفل بتحريك مضرب يأتي مصاحباً للعبة إلكترونية – ومثله مثل المسدس باللعبة السابقة – تقوم اللعبة بقياس سرعة حركة المضرب واتجاهه ويعطي إحداثيات دقيقة لتقوم اللعبة بتوجيه الكرة في الشاشة بالسرعة والإتجاه المحاكي للواقع تماماً.
نوع آخر من الألعاب لا يحتاج لجهاز نمسكه، لكنه يتفاعل مع حركة الجسم وإيماءاته. ويستلم الأوامر من حركة الجسم. كحركة اليد لليمين واليسار. أو للأعلى وللأسفل. أو حتى حركة الجسم ككل. فتوجد ألعاب لمتابعة التمارين الرياضية الصباحية ورياضة اليوجا. ويكون ذلك عن طريق كاميرا ثلالثية الأبعاد تسمى بـ Kinect.
لكل لعبة فكرتها وتقنيتها المستخدمة لرصد ومتابعة حركة الجسم، وهي الخطوة الأولى والأساس في عملية التفاعل ما بين الألعاب الإلكترونية واللاعبين. فهناك ما يعتمد على جهاز Wii remote ومنها ما يعتمد على جهاز playstation move وغيرها إلا إني سأركز هنا على جهاز الإستشعار(الكاميرا) Kinect. تقوم كاميرا الـكينيكت (Kinect) بالتصوير الثلاثي الأبعاد والإعتماد على برامج الذكاء الإصطناعي ورؤية الكمبيوتر للتعرف على حركة الأجسام دون أن يحمل المستخدم الجهاز معه كما هو الحال في جهازي ويي ريموت وبليستيشن مووف.
هذا الجهاز يفتح آفاقاً كبيرة ليس في الألعاب فقط. فمحورنا هنا هو التعليم والتدريب. نعم، صحيح أن هذا الجهاز فقط يقوم بالتصوير الثلاثي الأبعاد، إلا أن شركة مايكروسوفت المصنعة له قدمت مكتبة شيفرات Kinect SDK تتيح للمبرمجين إستخدامه بيسر مع لغاتها البرمجية حتى في الأمور المعقدة. ناهيك عن وجود مكتبات برمجية أخرى تم تطويرها في مجال رؤية الكمبيوتر الثلاثي الأبعاد وتدعم عمل الكينيكت. أذكر على سبيل المثال مكتبة البرمجيات openNI. باستخدام هذه المكتبات نستطيع قراءة حركات الشخص الذي يقف أمامها.حركة اليدين، الذراعين، الرجلين و غيرهم. وعليه فانه بالامكان توظيفها في التعليم والتدريب، مثلاً لاجراء تجارب مادة العلوم. فانها تستطيع متابعة ما يقوم به الطالب خطوة بخطوة وتقارنها بالخطوات الصحيحة للتجربة فتعطيه إرشادات وتقوِّم عمله إلى أن يصل لدرجة الإتقان. كما أن بالإمكان التعرف على تمارينه الرياضية وما اذا قام بها بشكل صحيح أو خاطئ. أو بالإمكان أن نجعل الحاسوب باستخدام هذا الجهاز أن يعد عدد مرات تكراره لتمرين معين. وتدريبه خطوة بخطوة لرفع مستوى اللياقة لديهم.
سؤالنا هنا كان هل يمكن للكاميرا أن تعلم أبنائنا الصلاة؟ واقعا باستخدام كاميرا الكينيكت هذه سيكون الجواب حتما نعم. لكن تحتاج لإعداد برنامج لتعليم الكمبيوتر طريقة الوضوء الصحيح وخطواته وطريقة أداء الصلاة بركوعاتها وسجودها وقنوتها. ومن ثم سيكون قادراً على متابعة أبنائنا في تعلمهم للصلاة. كما أنه سيكون حلاً لمن يعانون الوسواس في عدد الركعات والسجدات. فمن يا ترى سيمتلك زمام المبادرة لإنتاج أول برنامج ذكي يعلم الصلاة بالكامل ويتابعها؟ طبعا أطرح هذا السؤال وأتمسك بإمكانيتي لتنفيذه إذا ما تم توفير تمويل مناسب أو بيئة عمل مناسبة :).
30 يناير، 2016 @ 5:51 ص
فكرة رائعة، ومبادرة تستحق الدعم والمساندة..
30 يناير، 2016 @ 7:01 ص
تسلم أبو محمد..تشجيعك هو الرائع?
1 فبراير، 2016 @ 12:35 م
خوش فكرة أبو حسين، تفاعلية والأطفال حاليا كل حياتهم إلكترونية
1 فبراير، 2016 @ 12:58 م
الفكرة تبقى فكرة ابو نوفل..وتحتاج لجهد لتنفيذها