منصة بحث اسلامية
تشدنا بعض المواضيع ذات الأهمية فنقوم بالبحث في جوجل للتزود بمعلومات أكثر عنها. وفي مناسبات إسلامية كالتي نعيشها هذه الأيام في شهر محرم الحرام والتي نتعلق بها ونرتبط وجدانيا وعقائدياً نبحث كثيراً عن المكتبات الصوتية والمرئية. عن الكتب والقصائد والأشعار. عن الصور والمحاضرات والخطب ذات العلاقة. مناسبات أخرى كشهر رمضان ربيع القرآن – وفيه ليالي القدر – كلها تشدنا للبحث عن متعلقاتها من أدعية وقراءات للقرآن بالانترنت.
نبحث في جوجل واليوتيوب وشبكات أخرى كالساوند كلاود وكل الأدوات التي تمكننا من الوصول لغايتنا. نصيب هدفنا تارة وتارة نتوه في عالم المواقع والموارد المتوفرة على الانترنت. وهناك جهات – كما يعلم الجميع– تستهدف بعض المناسبات الدينية وتستهدف كلمات معينة في البحث لأغراض قد تكون تجارية أو فكرية أو ليحارب المناسبات ذاتها فتكون نتائج البحث مشوشة أو فيها ما يناقض هدفنا. ولا يمكننا العمل شيء حينئذ سوى أن نغض البصر أو نتجاوز الإساءة بالصمت.
محركات البحث الرئيسية التي نستخدمها في غالبها محركات بحث أمريكية تجارية. تخدم أكثر من يدفع لها أكثر. واذا ما وجد المال تُنسى القيم. فيتم تقديم نتائج بحث مدفوعة الأجر وان كانت مسيئة. كما أن هذه المحركات محركات عامة. فتكون نتائجها أيضا عامة أو فيها من الشوائب ما فيها. وكثيراً ما دعوت للاستقلال في محركات بحث خاصة نظيفة تتوافق مع معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
لا أدعو للعزلة في عالم الإنترنت. فهي بأية حال خارج عن سيطرتنا ونطاق تحكمنا ولا يمكننا الإستقلال فيها حتى لو عملنا على ذلك. انما ادعو لايجاد طابع يحفظ هويتنا وأن لا نرضخ ونقدم تنازلات تتلوها التنازلات في عالم العولمة تحت مظلة القطب الواحد.
محركات البحث تسترزق من جمع البيانات عن مستخدميها ومن إدارة شبكات إعلانية. تلك الشبكات الإعلانية هي المسؤولة عن عرض إعلانات قد تكون إباحية حتى للأطفال عند قيامهم بالبحث أو عند تنزيل التطبيقات والألعاب المجانية في هواتفهم.
جوجل –وغير جوجل من كبريات محركات البحث– وبعنوان تقديم الخدمات لمطوري المواقع، تقوم بزرع أدوات تمكنها من معرفة كل ما يجري في كل موقع وبتصريح رسمي من مطوري ومصممي المواقع والتطبيقات. وبالتالي تجمع بيانات ضخمة عن المواقع ومرتاديها وما يهمهم وما يستهويهم. ولديها تقنية متطورة جدا وخبيرة في التعرف على ما يجذب أي مستخدم للانترنت وميوله والمواضيع ذات الأهمية. وبالتالي تدير شبكة اعلاناتها بنجاح. وتحقق أرباح هائلة.
وعليه حتى مسألة إنشاء منصة إسلامية تقدم نفس الخدمات ستكون متأخرة جدا عن بقية محركات البحث لسنوات. لن تكون بنفس مستوى ذكاء الأخريات ولا نفس مستوى خدماتهم ولن تجن أرباح كأرباحهم. لكنها ستقدم مادة سليمة وستجيد فهم القيم والمبادئ. وستتميز بالثقة من قبل مستخدمينها. وسيأمن الطفل والشيخ على نفسه فيها.
مشاريع كهذه تحتاج لتمويل كبير. وإرادة أكبر. الدول تستنزف ميزانية كبيرة لفرض قيود على المواقع المسيئة والتي تخالف إرادته السياسية أو المذهبية. لكنها غير مستعدة لمعالجة المشكلة بايجاد بدائل أكثر سلامة.