لماذا تعجز أنظمة الذكاء عن تخمين أسعار العقارات؟
وجدت تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقوم بعمليات حسابية بعضها معقدة جداً في سبيل محاكاة ما يقوم به العقل البشري. نعم، هدفهم من الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي هو الوصول لمستوى ما يقوم به العقل البشري. لكن بما أن العقل البشري متشعب ومعقد جداً، وبما أنه قادر على الفهم والابداع في كافة المجالات، فان الذكاء الاصطناعي يبرز في جوانب محددة في كل مرة. أي أنه في تطبيق معين نجد أن الذكاء يبرز في كيفية لعب الشطرنج فقط. وليس له علاقة بأي مجال آخر. وتارة أخرى يبرز في مجال تقنيات البحث. وتراه يجاري العقل البشري في استخراج إجابة على سؤال من فقرة أو من كتاب أو من مواقع الانترنت مثلا. لكنه يفشل في بقية المجالات.
ولا أعتقد في الوقت الراهن أن بإمكان الباحثين ولو اجتمعوا ليجمعوا كافة الذكاءات والتطبيقات والمجالات في روبوت واحد مثلا ليقوم مقام ربع ما يقوم به العقل البشري من وظائف ومهام. لكن على مستوى مهمة واحدة.. فان أداء تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تضاهي الذكاء البشري. فلا ننسى أن الذكاء الاصطناعي وليد للذكاء البشري.
أنظمة التخمين هي احدى التطبيقات التي تبدع فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستطيع فيه الآلة محاكاة العقل البشري فيه. وتتصف نتائجها بالدقة البالغة. وأحد أنواع أنظمة التخمين هي عملية التثمين أو فلنقل أنظمة تخمين وتقدير الأسعار. تأخذ عملية تخمين الأسعار الكثير من الأبعاد في عين الاعتبار قبل أن تعطي التسعيرة المقدرة.
فلتخمين سعر العقار مثلاً.. فإنها تأخذ في عين الاعتبار مساحة العقار، عدد الغرف والمرافق، عدد الشوارع التي يطل عليها، تصنيف العقار، عمر البناء وحالة البناء ومنطقة هذا العقار وهكذا.
ولقياس كل بعد ومدى تأثيره على إجمالي السعر توجد له معادلات خاصة تجعل منه دقيقاً في تقدير السعر. ويعطي لكل بعد وزناً يقدره النظام. أي أن لمساحة العقار تأثيراً أكبر على السعر من مثلاً عدد المرافق التي يحتويها العقار. كما إن أنظمة الذكاء من هذا النوع تتصف بالخبرة والقابلية للتعلم. أي أنها تتعلم من جميع مدخلاتها الصحيحة وتكتسب الخبرة مثلها مثل خبراء تثمين العقارات. فلو زادت أسعار الأراضي تقوم بإعادة حساباتها لتزيد من تثمين العقار. ولو انخفضت تخفض التثمين.
ومع دقة هذه الأنظمة وقدرتها على التثمين في كافة المجالات ولجميع أنواع السلع والمنتوجات إلا أنها ليست قادرة على تثمين العقارات في البحرين. فهي انما تقيس وتقدر السلع التي لها أبعاد تؤثر في السعر بشكل منطقي. لكن الغير منطقي في أسعار العقارات في البحرين هو بعد الجشع. فتارة يكون الجشع فاحش ليتضاعف فيه سعر العقار. وأحياناً يكون الجشع ليس فاحشاً فحسب.. بل هو أكثر. وعليه فإنه حتى الأنظمة الذكية تقف عاجزة أمام تخمين سعر العقار. لا لخلل فيها. بل لعدم منطقية هذا الجشع. وما يتعارض مع المنطق لا يمكن قياسه أو التنبؤ به. فلله دره يا بحرين.
26 مايو، 2016 @ 4:30 م
بتحصل لا تستعجل الرزق على الله