تحويل الكتابة اليدوية الى نصوص بالحاسوب
في أحد العروض التي كنت أقدمها عن الذكاء الاصطناعي وامكانات الحاسب الآلي وتطبيقاتها في التعليم، سألت الحضور عما يحتاجونه من تطبيقات لهذه التقنيات. وكان من ضمن الردود جوابا لأحد المعلمين الحاضرين. فهو معلم لللغة العربية يعلم المرحلة الابتدائية ويصعب عليه قراءة خطوط طلاب الصفوف الأولى. فهي متشابكة وبعضها سيء. فيضيع الوقت والجهد في محاولة قراءتها وفهمها وقد تفوت الإجابة على الطالب لرداءة خطه. فكان سؤاله هل بالإمكان للحاسب قراءة هكذا خطوط.
نعم، الذكاء الصناعي بإمكانه تقديم الحلول المناسبة لهذه المشكلة وبدرجة نجاح وتطابق كبيرين. واقع الأمر أنه يستخدم لوغريثمات ومعادلات رياضية في محاولة من المطورين لجعل الحاسب الآلي يتعلم هذه الخطوط ويتعرف على قراءتها.
فهو يقوم بتصفية الصورة الملتقطة لكتابتهم ويصفيها بحيث تبقى الكتابة فقط ويعيد رسم خطوطهم اليدوية للتعرف على الإنحناءات والزوايا ويقارنها بالحروف الأبجدية ليتعرف على الأحرف ثم يعرضها على القاموس المزود به البرنامج أحيانا بهدف مقارنتها والتعرف على الكلمة الصحيحة والخروج بنتيجة أولية. بعض البرامج تكتفي بهذا المقدار وبعضها يكون أكثر ذكاءً فتقوم بموازنتها بتقنيات المعالجة اللغوية الطبيعية NLP. وهي تقنية من تقنيات الذكاء الصناعي أيضا للتعرف على بنية الجملة في اللغة وتصنيف الكلمات وغيرها. لتعطي في النهاية إجابة نهائية لمستخدم هذه البرامج والتطبيقات تكون نسبة نجاحها كبيرة ومرضية.
وبامكان هذه الأنظمة لو أردناها أن تكون أشد ذكاءً أن تتعلم من المستخدمين له لتتعرف بنفسها على الكلمات والمسميات المحلية واللغة الدارجة التي يعتاد مستخدمو الأنظمة على استعمالها فيها. فبالتالي يتعرف النظام على إسم الشركة والمناطق والشخصيات ولا يعتبرها خاطئة مع الوقت. وهذا ما نسميه بالأنظمة الخبيرة. إذا إن كثرة استخدامها تزيد من نسبة نجاحها في التعرف على الخطوط اليدوية وتحويلها الى نصوص بالحاسوب.
مثل هذه التطبيقات متوفرة باللغة الإنجليزية ونذكر منها تطبيقات جوجل للهواتف التي تتعرف على النصوص اليدوية وتعيد كتابتها ومن ثم ترجمتها أو البحث في الإنترنت عما كتب بها. وتوجد أبحاث وتطبيقات خجولة على التعرف على الكتابة باللغة العربية (كما هو الحال في برنامج سمارت نوت بوك للسبورة الذكية في مدارس البحرين). لكن حتى هذه الأبحاث معظمها بتمويل وإدارة جامعات أو شركات أجنبية للأسف.
عموما، هكذا يمكن للتقنية أن تكون في خدمة الإنسان وفي خدمة التعليم. وتقدم حلولاً لجميع المشاكل اذا ما تم استثمارها في المكان والزمان المناسبين.