الضمان أم التطوير؟ أيهما تقدم على الآخر
اشترى صديقي لابتوب جديد، وبطبيعة الحال فانه تحت الضمان لمدة عام. في شهره الأول أتى يشكو حال جهازه اللابتوب. فهو غير متأقلم مع إصدار الويندوز فيه. وبدأ العد التنازلي لإنتهاء برنامج الحماية من الفيروسات اذ انه متاح لثلاثة أشهر فقط. كما أن الذاكرة العشوائية له (الرام) 4 جيجا فقط. ويريد ترقيته لـ8 جيجا.
طبعا جميع الحلول لمشاكله سهلة. وكنت سأقدم له الحلول كافة التي يطلبها.. لكن حلول مشاكله مع الجهاز ستجعله يخسر الضمان. إذ إن الضمان يسري مع الإصدار المنزل سلفاً من الويندوز. وتغييره قد يرفع مسؤوليتهم من الضمان. فعليه أن يتصبر على نظام غير معتاد عليه أو لا يعجبه في سبيل الحفاظ على الضمان. وعن الذاكرة أو الهارد ديسك.. فبالامكان ترقيتهما بسهولة. لكنه سيضطر أيضا إلى فتح الجهاز أو فك كم (برغي) منه. وهو الآخر يتعارض مع بنود الضمان. فهل يستحق الضمان دائما أن نضحي بالتصرف بالجهاز كما يحلو لنا؟ هل يجب أن أتحمل وأتصبر على الجهاز دوما فقط لأحافظ على الضمان؟
تأتي اللوحة الأم (Motherboard) للحاسوب بمنافذ (Ports) تتيح للمستخدم إضافة وتطوير الحاسوب بإمكانيات ومزايا جديدة. ووجود هذه المنافذ جزء من مزايا تقييمه عند شرائه. والمستخدم يدفع قيمة المزايا المتوفرة فيه وقابلية الجهاز للتطوير. وفي الهواتف كذلك فإن الهاتف الذي يأتي بذاكرة 16 جيجا يختلف عن الجهاز الذي يأتي بنفس الذاكرة مع وجود القابلية لإضافة ذاكرة خارجية بـ32 أو 64 جيجا.
لكن من الظلم أن تتم برمجة الجهاز من قبل الشركة المصنعة بحيث يسقط الضمان بمجرد فتحه، فكيف للمستخدم حينها الإستفادة من إمكانيات الجهاز كلها وكيف له أن يطوره؟ وهل يحتاج أن يدفع دائما ضعف السعر لتطويره فقط عند الوكيل المعتمد للجهاز. هل على المستخدم أن يتقبل الجهاز بكل مساوئه أو عدم توافقه مع رغبات وحاجة المشتري في سبيل المحافظة على الضمان؟
يضطر بعضهم للمجازفة وتكييف الجهاز بحسب احتياجاته وتطويره والإستفادة القصوى منه ولا يبالي بالضمان. لكن ماذا لو حدث طارئ واكتشف عيب من أصل الصناعة؟ قد تكون إجابة الشركات المصنعة بأنه لابد للمستخدم إختيار المنتج الأنسب له. لا أن يختار الأوفر ومن ثم يطوره. ومع كون هذا حلاً لبعض الحالات. لكن ليس من حق الشركة المصنعة إلزام المستخدم بعدم تطويره بعد حين.
قد لا أملك إجابة واضحة لهذه العقدة. لكن كنصائح عامة، عند اطمئنانك لسلامة المنتج قم بتلبية حاجاتك بتغييره كيفما تريد. قم بتنزيل نظام التشغيل والبرمجيات التي تحتاجها لا التي تفرضها علي الشركة المصنعة لكن بعد أن تأخذ نسخ إحتياطية (image or full backup)، وبالتالي لو حدثت مشكلة بالجهاز بامكانك استرجاع إعدادات المصنع وإرساله للوكيل المعتمد دون مشاكل. كما ينصح بشدة شراء جهازاً بنظام تشغيل مجاني كالـ DOS أو أوبانتو. فلا تدفع قيمة نظام التشغيل التي تكلف أكثر من 30 دينار (طبعاً تكون مضمنة مع سعر الجهاز عندما يكون مع نسخة ويندوز أصلية) لاذات حين لا تكون متأكداً من النظام الذي تريد العمل عليه لاحقاً.
لو أردت ترقية الرامات أو زيادة سعة الهارديسك، فإنك لا محالة ستخسر الضمان إن لم يكن لهما منفذ لا يتعارض مع سياسة فتح الجهاز المعتمدة في الضمان. وفي هذه الحالة أنت بين خيارين، بين الصبر دون ترقيتهما.. وهو قرار ليس بسيء بالذات اذا كان الجهاز الجديد لم يمتلئ بعد ويكون الجهاز بأفضل أدائه عادة وهو جديد. أما الخيار الثاني فهو الإستغناء عن الضمان وترقيته. وينصح به اذا كان لا بد من ذلك. واذا كان الجهاز من شركة تتمتع بسمعة جيدة حول جودة منتجاتها.
اللعب مع الإحتمالات صعب..ومع الغيبيات أصعب.. والضمان هي لعبة الإحتمالات والغيبيات معاً. فقد تضحي بالكثير لأجله ولا تحتاجه. وقد تحتاجه لكن شروطه لا تنطبق على طريقة إستخدامك للجهاز. وهنا لا يسعنا إلا أن نقول اعقلها وتوكل.