القارئ الإلكتروني واللغة العربية
القراءة للتعلم، القراءة للثقافة، القراءة للعبادة، القراءة للحياة، القراءة للتسلية.. يقول الإمام علي (ع) “من تسلى بالكتب لم تفته سلوة”.
مما شاهدته بعيناي في احدى البلاد الفقيرة، وجدت جميع أجواء وأدوات وبيئة القراءة متوفرة. فسعر الورق والطباعة منخفض جداً. أسعار اشتراكات الصحف والمجلات في متناول الجميع. الكتب العلمية التخصصية والمتفرعة من كل تخصص تتوفر جميعها. ويتم التعاقد مع كبريات المطابع العالمية لإعادة طباعة كتبهم محليا بجودة أقل لكن بسعر التراب. فرشات بيع الكتب المستخدمة منتشرة في ثنايا كل سوق. وتتوفر مكتبات عامة في كل مكان تقدم آلاف الكتب وتوفر العديد من المجلات والصف بلغات مختلفة باشتراكات رمزية جداً.
نعم.. فقرهم يظهر فقط على مبانيهم وجودة طباعة كتبهم. لكن لا يؤثر على قراءتهم وتعلمهم وثقافتهم ولا على إقبالهم على الكتب. بينما في بلداننا.. لا تتوفر الكتب التخصصية. وان توفرت فهي باهضة الثمن. المكتبات المخصصة للقراءة محدودة. قد تكون مجهزة بأحدث التجهيزات وآخر التقنيات الا انني لا أجد ضالتي فيها كمتخصص. وهذا ما دعاني الى اللجوء الى الأجهزة الإلكترونية كوسيلة للوصول للكتب والأبحاث.
قمت بتنزيل بعض التطبيقات الخاصة بالقراءة على جهاز هاتفي.مثل Aldiko وFBreader. قمت بتحميل بعض الكتب. حاولت استغلال أوقات فراغي ومواطن الإنتظار الطويل. وكان ذلك بديلاً ناجحاً. استثمرت أوقاتي. وبثمن كتاب واحد يمكنني إقتناء كتب عديدة. وبعضها متوفر بشكل مجاني. لكن ثمة بعض السلبيات. أجهزة الهواتف قد ترهق العيون. وحتى لو لم تكن مرهقة.. ففيها الكثير مما يشتت انتباهك للقراءة. فمهما سرقت الفكرة انتباهك ومهما انشددت لما تقرأه.. يقوم الهاتف بعرض التنبيهات بوصول رسائل أو تذكير من تطبيقات معينة أو ألعاب… لتنشغل بها وتترك قراءتك. ناهيك عن أن بطاريتها لا تدوم طويلا اذا ما اردت القراءة لفترات. إذ إن الشاشة لا بد من أن تكون مضيئة طيلة فترة القراءة فتستهلك طاقة كبيرة. وهو ما يحد من القراءة.
وهنا جاءت الحاجة لإقتناء جهاز خاص بالقراءة،،، القارئ الإلكتروني. عادة ما تكون أجهزة القارئ الإلكتروني مصممة بحيث تكون مريحة للعين إلى حد ما. خفيفة الوزن. تحتوي على بطارية تغذي الجهاز لفترات طويلة قد تصل لأسابيع. وغالباً ما تكون الشاشة أسود وأبيض (غير ملونة..تدرجات الأسود فقط). تحتوي هذه الأجهزة على مترجم وقواميس وأدوات لتسجيل الملاحظات والتعليقات وغيرها من الأمور التي تخص القراءة. وينصح بهذا النوع من الأجهزة للقراء الشغوفين.
تأتي في مقدمة أفضل قارئ إلكتروني أجهزة كندل من أمازون… وأجهزة كوبو ونووك وسوني وتطول القائمة. لكن بعض هذه الأجهزة لا يدعم اللغة العربية بشكل مباشر. وبعضها يحتاج إلى عمل root للجهاز. وبعضها فقط إضافة خطوط.
كنت أتساءل دائما.. لماذا لا يطورون أجهزتهم لتدعم اللغة العربية فسوق الشرق الأوسط سوق مستهلكة ونشطة. وعادة ما تكون مستهدفة بالدرجة الأولى لمثيلاتها من أجهزة الهواتف.
لكن بمجرد قرأت عن إحصائيات القراءة في الوطن العربي. وجدت السبب. فالعرب لا يقرؤون. وأجهزة الهواتف عندهم هي فقط للتواصل والتصوير والتسلية بالألعاب.
وأذكر هنا موقفاً أثارني كثيراً.. أحدهم طرح سؤال في موقع تقني مشهور.. عما إذا كان جهاز القارئ لشركة أمازون يدعم العربية أم لا. وكان من ضمن المجيبين على سؤاله أحد العرب. الذي يقول بأن لديه هذا الجهاز من شهور. إلا إنه لم يجد ولا كتاب عربي واحد يدعم الصيغة التي يعمل عليها جهاز كيندل. وإنه يستخدمه لقراءة الكتب الأجنبية في مجال تخصصه فقط. فطلب من السائل إرسال كتاب ليجربه ويعطيه الإجابة النهائية. فقام السائل بإرسال كتاب فارسي. وقال له بأنه يريده لللغة الفارسية التي تقرأ بحروف عربية. فحتى الطلب لدعم الحروف العربية ليست لذات العرب.