الكاميرات المزدوجة
بدأت ظاهرة انتشار الكاميرات المزدوجة (Dual Camera) في الهواتف الذكية مؤخراً. وهي عبارة عن كاميرا تحمل عدستين في الجهة الخلفية للهواتف الذكية. علميا يصطلح على هذا النوع بـ Stereo Camera. فما الذي تعنيه الكاميرات المزدوجة؟ ما هي فكرتها والهدف منها؟ وما فائدتها للهواتف الذكية؟
يفترض بالكاميرات المزدوجة أن تعطي صوراً أكثر وضوحاً وإشراقا من الكاميرات العادية. واقعاً توجد أنواع من الكاميرات ومنذ زمن بعيد تحمل أكثر من عدسة (عدستين وثلاث أحياناً). كل عدسة لها حساساتها الخاصة (image sensors). وهي فكرة قديمة ترجع بداياتها الى عام 1950م. كان الهدف الرئيسي منها محاكاة النظر لدى الإنسان. فالإنسان له عينان. والزاوية التي تغطيها رؤية العينين تتجاوز الرؤية الأمامية المحدودة. بل تغطي العينان أجزاء من الرؤية الجانبية. لم يكونوا يفكروا فقط بطريقة نظر الإنسان. بل توجد بعض الحيوانات التي لها عينان على الجوانب وتتمكن من رؤية الأمام. فهي تغطي زاوية أكبر في الرؤية من الإنسان. ولهذا تم تصميم كاميرات بثلاث عدسات أيضا.
المسألة لا تكمن في التقاط صور من عدة زوايا في وقت واحد. بل كيف يتم مزاوجة كل تلك الصور لتظهر لنا رؤية موحدة للمشهد. ولعل فكرة التصوير 360 التي تصور بطريقة ثلاثية الأبعاد 3D أتت كنتيجة لهذه الفكرة. حيث توزع 6 عدسات على كافة الزوايا ليغطي التصوير كافة الجهات. ومن ثم دمجها للحصول على المشهد الحي للواقع. وبدأت الكثير من البرامج المخصصة لإخراج الفيديو في اصداراتها الأخيرة بدعم خاصية التصوير 360.
نرجع للتصوير المزدوج، هل هو كالتصوير الثلاثي الأبعاد؟ هل يمكنني تصوير مجسمات أو مشهد متكامل؟ واقعاً الإجابة هي نعم ولا. فمن ناحية الإمكانية، توجد كاميرات تحمل فقط عدستين وتقوم بدعم التصوير الثلاثي الأبعاد. أي أنها تقوم بدعم البعد الثالث وهو العمق. وبرمجياتها تساعدها في ذلك. من أمثلة هذه الكاميرات MS Kinect المتوفرة لألعاب Xbox الشهيرة. لكن ما هو متوفر للهواتف الذكية الآن، ليس الهدف منها تصوير مشاهد ثلاثية الأبعاد. وإنما تم توظيف هذا البعد في المساعدة على التقريب zooming ولجعل الصورة أكثر وضوحاً ودقة. بعض الهواتف الذكية تدعم بشكل محدود خاصية البعد الثالث.
من رواد دعم الكاميرات المزدوجة في الهواتف الذكية هي شركة LG. وكذلك هواوي وسامسونج وبقية الشركات. وازدادت رواجاً باعتمادها في هاتف آيفون 7 بلس مؤخراً. مما ينبئ برواج لهذه الخاصية قريباً في معظم الهواتف.
البدايات دائماً ما تكون خجولة ومحدودة. لكنها مع الأيام ستفتح آفاقاً جديدة لتوظيف الهواتف في مساحات أوسع وخدمات أكبر في مجال دعم خاصية الواقع الافتراضي (VR) والسيارات الذكية والخرائط والتصوير الثلاثي وحتى الألعاب. وكعادة أمنياتي.. أتمنى أن تكون هناك بصمة لمبرمجينا في هذا المجال. وأن لا يكونوا مستهلكين فقط للتكنولوجيا.