إصنع جهازك بنفسك
لو توفرت لك الميزانية المطلوبة، ولو تم التوقيع لك على شيك مفتوح، وطلبوا منك…أن تصنع سيارة بنفسك. كلا ذاك أمر بالغ الصعوبة، حسناً أن تصنع هاتفك بنفسك،،، هو كذلك صعب المنال، أن تصنع كمبيوترك الخاص بمواصفات خاصة يحمل إسمك..إممم أيضا صعب. حسنا، أن تصنع مشغل صوتيات خاص بك، يا إلهي كل شيء يبدو لي صعباً. طيب، هل ممكن أن تصنع جهاز لصنع الخبز؟ ممكن لكني أيضا لا أستطيع.
قد يكون ذلك صعبا على فرد أن يصنع بعض الأجهزة التي فيها تعقيدات. حتى لو كان مهندساً متخصصاً في مجال الجهاز المطلوب منه. لكن لو أعدت صياغة تلك الأسئلة وسألت.. هل لديك ملاحظات على سيارتك وتتمنى إضافتها؟ هل تتمنى إضافة خاصية لهاتفك المتنقل هي حاليا غير موجودة؟ وهكذا سيكون الأمر أقل حدة من سابقه. لكنه صعب أيضا. إذا إن الشركة المصنعة للسيارات تحتفظ بحقوقها وإغلاق نظامها وتصميماتها عن الجميع. وكذلك شركة الهواتف ومشغلات الصوت وغيرها. ماذا لو تم تسليمك كافة أسرار المنتج الذي تمتلكه؟ مع دروس توضيحية لكيفية إضافة ميزات لها بنفسك. وكيفية تركيب تلك الإضافات. أو كيفية تطوير أي جهاز فيها بنفسك. هل سيكون تطوير جهازك صعب؟
هذا ما أردت إيصاله من هذا المقال. بأن هناك أجهزة مفتوحة المصدر. نعم إعتدنا في مجال الحواسيب أن نسمع أو نستخدم برامج مفتوحة المصدر مجانية وسهلة. لكن الكثير منا قد فاته أن يعلم بأن حتى الأجهزة توجد بشكل مفتوح المصدر.
الأجهزة مفتوحة المصدر – Open Source Hardware- عبارة عن مخططات وتصاميم ورسومات لدوائر إلكترونية وتصاميم ثلاثية الأبعاد ومعها الأكواد الخاصة بتشغيلها والمشغلات (drivers) المفتوحة للجميع بهدف دراستها وبنائها وإعادة إنتاجها وتغييرها أو إضافة خصائص جديدة لها وما إلى ذلك.
بعض هذه الأجهزة تباع كمنتجات جاهزة قابلة للاستخدام مع توفير كافة الموارد والتعليمات التي تؤهلك لتخصيصها وتكييفها بالطريقة التي تناسبك وتعيد إنتاجها. ويمكن لها أن تحمل إسمك الخاص. يمكنك تطويرها كيف تشاء. ويمكنك أيضا البناء عليها لصنع أجهزة جديدة. فهو عالم جديد من الإبداع والإبتكار.
ولو كنت من متابعي صفحتي ستجد مثلا منتج للمذكرات الإلكترونية أو منتج خاص بمختبرات الحاسب الآلي. وهما نتاجات الى الأجهزة المفتوحة المصدر. نعم لو تقارن الجهاز المفتوح المصدر مع المنتج النهائي له فإنه لا يوجد شبه بينهم. لكن هذا هو الأساس من فكرة الأجهزة المفتوحة المصدر. أن تتخذها قاعدة لإنطلاقك. وأن لا تبدأ من الصفر في كل مرة.
ومن الأجهزة المفتوحة المصدر كاميرات في غاية التطور وروبوتات وأنظمة السيارات (ويدخل ضمنها السيارات المطبوعة بالطابعات الثلاثية الأبعاد فبالتالي يسهل جدا عملية صناعتها والسيارات الذكية) وحتى الهواتف والحواسيب والراديوات والكثير من الأجهزة. فبالتالي بامكان أي مبرمج بمستوياته المبتدئة أو المتوسطة تشغيل وتصنيع ما تم ذكره.
ولعل البعض لاحظ عند شرائه لبعض الأجهزة الإلكترونية الصينية أن منتجات متشابهة كثيرا تنتجها شركات متعددة. ذلك لأنهم أحيانا يستخدمون نفس الأجهزة المفتوحة المصدر.
أطمح أن يتم تدريس البرمجة في سن مبكرة وتدريس هذه الأجهزة بعدها ليكون مجتمعنا متقدم بشكل عملي. وليس على الورق وفي الإحصائيات فقط. بالذات أن من يتمكن من هذه المهارات لا يحتاج أن يبحث عن وظيفة. فهو معطاء من أي موقع ويستطيع توفير لقمة عيشه بيسر.
29 نوفمبر، 2015 @ 10:50 م
??