الكاميرات حين تكون ذكية
رؤية الكمبيوتر(Computer Vision) هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي الذي يهتم بالتعرف على محتوى ما يتم تصويره بالكاميرا كالصور أو الفيديوات وتحليله آليا وأخذ ردود الفعل المناسبة بناء على ذلك. وهو مجال بحثي نشط جدا وتتوالى الدراسات فيه وله الكثير من التطبيقات الأمنية وفي مجال الروبوتات والمجال الصناعي والتعليمي وكذا التجاري. من التطبيقات الخاصة بهذا العلم التي اشتهرت مؤخرا هي الكاميرا الذكية المستخدمة من قبل المرور في البحرين.
وكنوع من ربط التكنولوجيا بالواقع أود التطرق لبعض ما يمكن لهذه الكاميرا أو أية كاميرا ذكية القيام به. فبالتأكيد أن تكون واعيا لامكانيات هذه الكاميرات يساعدك في الحفاظ على نفسك ومالك.
من جملة تطبيقات رؤية الكمبيوتر (أو رؤية الآلة) هي التالي:
- التعرف: أي يمكن للآلة أن تتعرف على محتوى الصورة. مثلا التعرف على وجود سيارة في الصورة. أو تحديد عدد السيارات في الصورة. التعرف ليس فقط على الأشياء الصماء. بل التعرف على الوجوه وتمييزها حتى مع وضع المكياج أو لبس النظارة. بل حتى بظهور جزء من الوجه وليس كاملاً. ويتضمن كذلك التعرف على البصمات وتحديد الهوية. كما توجد دراسات فقط للتعرف على الألبسة وما اذا كان هذا الشخص مرتدياً لربطة العنق أم لا. وعليه لا أستبعد أن الكاميرات الذكية للمرور بإمكانها التعرف ما اذا كنت مستخدماً لحزام الأمان أم لا. أو كنت ممسكاً لهاتفك النقال أم لا.
- الحركة: وهنا أيضا تتداخل المواضيع وتتعقد. إذ بامكان الكمبيوترات تحديد السرعة وطبيعة الحركة والإتجاه للسيارات مثلا. وبامكانها أيضا التعرف على حركة الإنسان وتصنيف تحركاته بل والتنبيه لأي تصرف تمت برمجة الحواسيب عليها. كما توجد الكثير من التطبيقات لرصد ومتابعة الحركة. مثل ما نجده في تحليل حركة اللاعبين في المباراة ورسم مساراتهم وتحركاتهم. أو كما نجدها أحيانا في أفلام التحري من الكاميرات الأمنية للفنادق حيث يتم تتبع حركة شخص وعند وصوله لنقطة لا تغطيها الكاميرا تبدأ الكاميرا الأخرى المثبتة بعدها باستمرار تتبعه وإعطاء تقرير نهائي عن مسار حركة الشخص المعني أو السيارة المعنية. وهو نفسه ما أشيع عن كاميرات المرور في الشوارع وإمكانية رسم مسارات الحركة واكتشاف الزحامات المرورية وغيرها.
- ضبط الصور أوتوماتيكيا وازالة التشويش منها الناتج عن الضباب مثلا في الكاميرات أو أي أوساخ قد تعلق عليها.
- إعادة بناء المشهد: لا أعلم إن كانت الكاميرات المرورية في شوارعنا لديها القدرة على إعادة بناء المشهد أم لا.. لكن من يشاهد تحليل المباريات مثلا يجد أن بعض الأنظمة قادرة على تحويل التصوير المأخوذ لإحدى الهجمات الى مشهد ثلاثي الأبعاد بالامكان أخذ الصورة منه من جوانب لم تكن الكاميرا متواجدة في نفس الإتجاه وايضاح المشاهد الغير واضحة.
لا تنحصر تطبيقات رؤية الكمبيوتر على هذا التصنيف. كما أن أي نظام للرؤية اذا ما تم ربطه بأنظمة أخرى فانه يعطي بيانات غير محدودة. فما أثير عن إمكانية هذه الكاميرات بالتعرف على رقم السيارة ومن ثم التعرف على مالكها ورقم هاتفه وإرسال رسالة له على هاتفه تخبره بنوع المخالفة هو أمر جدا بسيط في هذه الحالة.
لست هنا لأكون مؤيد أو معارض لنظام الكاميرات إنما أستعرضه من الزاوية التقنية البحتة وحسب. ونسأل الله السلامة للجميع.
9 نوفمبر، 2015 @ 8:38 ص
أحسنت بارك الله فيك
9 نوفمبر، 2015 @ 9:18 ص
مقال رائع ومعلومات قيمة
11 نوفمبر، 2015 @ 8:32 ص
تسلم أستاذي
10 نوفمبر، 2015 @ 8:35 م
شكرا أخي