هل شراء مضاد الفيروسات ضرورة حتمية؟
يمتهن البعض حرفة السرقة، فكان لا بد من أن يمتهن آخرون مهنة الحماية. وحين يسود الأمان، يجد أولئك المدافعون عن الأمن فراغاً.. ويجدون أنفسهم مهددين بخسارة وظائفهم. فيقومون إما بالدفع لافتعال – أو حتى القيام – بالسرقة، وإما بدعم السراق بهدف القيام بعقود أمنية جديدة وإيجاد حاجة ملحة لهم . لا أتحدث عن عالم السياسة –وإن كان عالم السياسة لا يخلو من هذه الأفعال- وإنما حديثي عن الفيروسات وأمن الحواسيب. الضحية دائما هم الشعوب.. عفواً المستخدمين للحواسيب. الإرهاب الإلكتروني لا يقل عن الإرهاب الفعلي. لكن لكلً هدفه.
في عالم الحواسيب، يختلف مستوى الأمن من نظام تشغيل لآخر. فأجهزة الماك وأجهزة اللينيكس قد يكون مستوى الأمن فيهما أعلى من مستوى الأمن في الويندوز. رغم أن النسخ الحديثة من الويندوز تأتي مع مضاد للفيروسات وجدار ناري. ومع هذا فهما غير كافيان ولا يغني عن الحاجة لبرامج حماية مستقلة.
في ظل استخدامنا للحاسوب في معاملاتنا البنكية وربما التجارية. وفي ظل وجود جميع بياناتنا الخاصة أو المتعلقة بالعمل فيه، وفي ظل وجود من يستهدف جميع ذلك.. كان لا بد من وجود أنظمة حماية في الحواسيب سيما التي تعمل بالويندوز.
أنظمة الحماية لا تقتصر على مضاد الفيروسات (Antivirus) كما هو شائع. فالفيروسات قد نجد أثرها بشكل مباشر ولهذا نخشاها ونتجنبها. لكن توجد عدة أنواع برمجية أخرى للحماية. مثل مضادات التجسس (Antispyware) التي تكتشف وتمنع التجسس على الأجهزة، والجدار الناري(Firewall) الذي يمنع المرور والإستخدام الغير شرعي من قبل البرامج والمواقع لخطوط الإنترنت.كما توجد برامج حماية الهوية (Identity protection) وهي برمجيات تمنع البرمجيات المضرة من الوصول لبياناتك الشخصية. وتوجد برامج حماية من الايميلات العشوائية والإعلانية الضارة (AntiSpam). وبرامج أخرى مخصصة لتسهيل متابعة الآباء لحماية أبنائهم من المواقع والبرامج الغير مناسبة ( Parental control and monitoring ). وفي الآونة الأخيرة وجدت برامج متخصصة للأمن على الشبكات الإجتماعية. وتأتي مجموعة البرامج هذه مجتمعة تحت إسم أمن الإنترنت ( internet security) أو الحماية المتكاملة.
تتفاوت أهمية أن تتوفر أنواع برامج الحماية وفقا لنوعها ووظيفتها وفعاليتها تبعاً للمستخدم. ووحده المستخدم هو الذي يستطيع تقدير مدى حاجته لهذا البرنامج أو ذاك. بعض البرامج قد تكون بحاجة اليها الشركات الصغيرة. وتختلف حاجة الشركات المتوسطة والكبيرة لها إذ أحيانا لا بد من توفرها في السيرفرات. لكن سؤالنا لأي مدى المستخدم العادي بحاجة لشراء أنظمة الحماية؟ وهل البرامج المجانية تكفي؟
صانعو برامج الحماية فيهم من الذكاء ما يكفي لجعل المستخدم العادي يحتاجهم. الفيروسات والإختراقات وبرامج التتبع والتجسس منتشرة. ولا يأمن أي فرد على جهازه بما يحتويه أساساً حتى مع وجود برامج حماية. لكن أكثر المستخدمين يركزون على محاربة الفيروسات فقط. ويوفر معظم صانعو برامج الحماية مضاد الفيروسات بشكل مجاني. لكن الجميع يشهد أن مضادات الفيروسات المجانية غير فاعلة. وأنه معرض للفيروسات كما لو كانت غير موجودة.
صانعو برامج الحماية يستفيدون من استخدام برامجهم من قبل الجميع بشكل كبير جداً. أولا معظم هذه البرامج يترافق معها إعلانات. وبعض هذه الإعلانات قد يكون مزعجاً فعلا. كما أنهم يستطيعون دراسة نشاط الفيروسات وكافة البرامج لزيادة جودة برامجهم المدفوعة الأجر. فواقعاً نحن وأجهزتنا نكون سلعة لهم وليس العكس. فاذا لم تكن البرامج المجانية متكاملة وشاملة لكافة المجالات المذكورة، فهل علينا شراء برامج حماية؟
اذا كانت البيانات المتوفرة في جهازك عالية الأهمية، فالجواب الصريح هو نعم. وهناك عوامل أخرى قد تدعوك لشراء تلك البرامج. لكن حين لا تستخدم برامج حماية أصلية فعليك بأخذ نسخاً منها واجعلها في عزلة تامة، أو ارفع نسخاً منها لمزودي المساحات التخزينية السحابية، فهي محمية بشكل جيد. أعود وأقول تعتمد اجابة هذا السؤال على كيفية استخدامك للحاسوب وفيم تستخدمه.