أخلاق الروبوتات
بعض الأنظمة، بعض الأجهزة تكون دون طموحاتنا. ولا تقوم بكل ما نرتجيه منها. تخرج بعض سلوكيات الروبوتات والأنظمة الذكية عما هو مخطط له؟ فهل حقاً الروببوتات تسيء التصرف؟ وهل تعتبر في هذه الحالة “غبية” ؟
الأنظمة المعنية بالذكاء لا تقتصر على الروبوتات. قد يكون برنامج، موقع، تطبيق للهواتف الذكية، وقد يكون جهازا أو آلة. وحتى لا يكون هناك التباس، فانه ليست كافة تطبيقات الهواتف الذكية تنطبق عليها مواصفات الأنظمة الذكية. وليس كل جهاز أو أداة يتم ربطها بالهاتف الذكي كذلك يطلق عليه جهازاً ذكياً من الناحية العلمية. إنما هي تسميات تجارية وتسويقية لجذب إنتباه المشترين.
نحتاج أحياناً لإجراء تغيير على إحدى المعاملات فيعتذر الموظف ويتعذر بأن (السيستم) لا يسمح له باجراء تغيير. وقد يدخلنا في متاهة من المراجعات ليتسنى لنا بعد ذلك اجراء التغيير المطلوب. هذه الأنظمة لا يمكن إطلاق عليها صفة الذكاء من عدمه. فمسارها محدد وبرمجتها تتم بشكل دقيق لتستخدم في فقط إدخال البيانات وتخزينها وإجراء بعض الحسابات عليها وإصدار تقارير. ووضعت الحدود والضوابط لتنظيم معاملات الشركة والحد من السرقات. فهذا النوع من الأنظمة لا يمتلك القدرة على فهم أو اتخاذ قرار. فهو بعيد عن محور نقاشنا.
البرامج والتطبيقات الذكية لا تعتمد على تعليمات وشيفرات صريحة ومباشرة في طريقة التعامل معها. بل على لوغريثمات تساعد في عملية التصنيف وفهم المعطيات. وبناء قرارات مناسبة من نفس النظام. فمثلاً.. النظام العادي لو أدخلت في هذا اليوم سعر لسيارة موديل 2015. فسيظل سعرها كذلك في الأعوام القادمة الى أن يتم تغييرها بشكل يدوي. بينما في الأنظمة الذكية.. بامكانها تخمين سعر السيارة في كل عام بحيث إنه سيتناقص دون أن يتم تغيير سعرها بشكل يدوي. لكن ماذا لو تم تقدير التسعير بشكل مغلوط. فهل هذا يعد غباء؟
واقعاً، أن أهم العوامل المؤثرة في مدى ذكاء أي نظام هي العوامل التالية:
- قوة اللوغريثمة المستخدة
- البيانات والمعلومات التي تغذي النظام ومدى دقتها وصحتها.
- حصر الإستثناءات التي قد تؤثر سلباً على النتيجة التي يتوصل إليها كل نظام.
كمثال حي، أعلنت شركة مايكروسوفت عن سحبها لروبوت يقوم بالرد والتغريد والتفاعل مع عامة الناس من الإستخدام الفعلي.. بعد أن قام بارسال تغريدات تؤيد التطرف والنازية. واستخدام كلمات غير لائقة تخالف سياسة الشركة. ويعد ذلك بتصرف سيء جداً. واقعاً هذا الروبوت ليس بغبي. بل إنه لو لم يكن ذكياً ما غرد هذه التغريدات. وإنما صرح بكلمات التمييز والتطرف لأنه يستسقي بياناته من كافة الناس ويبني عليها. فهو يعكس ميول ورغبات وتوجهات من يتعاملون معه. فإنه إن دل على شيء فانه يدل على الواقع السيء والأفكار المتطرفة التي تعيشها المجتمعات التي تعامل معها الروبوت. وكان لا بد لمايكروسوفت أن توقفه لتقوم بحصرالتمييز والتطرف من مجمل الأفكار التي يتابعها الروبوت. وتصنيفها كإستثناء وجعل ذلك التصنيف سلبي لديه. لييتم تصحيح خبراته وتدارك التطرف الذي يعيشه محيطه.
فلا توجد تجربة كاملة في الذكاء الإصطناعي. وأنه يكتسب خبرات مع زيادة تجاربه. ويحتاج لتقويم وتطوير بين فترة وأخرى. وأن السلوك السيء للربوتات إنما هي وليدة لسلوك سيء تم تقديمه إليه. فهل صراعات البشر ستنتقل للتكنولوجا كذلك؟