الواقع المعزز في حياتنا اليومية
في يوم قررنا فيه تجديد أثاث إحدى الغرف، وقع اختيارنا على أثاث كان يبدو جميلاً جدا وهو معروض في معرض الأثاث، وعندما تم احضاره وتركيبه بالغرفة لم نشاهد مثل ذلك الزهو فيه ولم يكن بنفس مستوى الجمال الذي كان عليه. لو كانت تقنية الواقع المعزز مستخدمة من قبل معرض الأثاث ذاك.. لأمكننا مشاهدة الأثاث الذي اخترناه نفسه وهو في غرفتنا بنفس الوضعية ونفس الألوان ونفس الإضاءة الموجودة بالغرفة دون الحاجة الى أن ندفع قيمته ويتم إحضاره وتركيبه ثم لا يعجبنا. ستساهم تلك التقنية باختصار الجهد والكلفة وبمساعدتنا لإختيار أفضل أثاث مناسب لغرفتنا الصغيرة.
الواقع المعزز أو ما يعرف بـ(Augmented reality) ويختصر بـAR هو تقنية من التقنيات الحديثة التي تقوم بتصوير الواقع بأي هاتف أو حاسوب ليقوم هذا الجهاز بتعزيز ما يتم تصويره والإضافة له بما ليس هو من ضمن ما تم تصويره بالواقع. فيساعد المشاهد في رؤية هذه الإضافات مدموجة مع ما يتم تصويره. وفي مثالنا السابق.. بالإمكان مشاهدة الأثاث في غرفتنا وبجميع الزوايا وبحجمه الطبيعي وكم سيأخذ من مساحتها وكيف سيتم وضعه وأين. دون أن يتم تركيب الأثاث بشكل فعلي.
بدأت هذه التقنية في الظهور عند محاولة محاكاة الدراجة النارية بالصوت والصورة والمحيط المتعلق بها لانتاج ألعاب الحاسوب. وبعيدا عن السرد التاريخي فان تقنية الواقع المعزز عندما توظف في التعليم فإنها تساعد على إيصال المفاهيم وتساعد على توفير بيئة افتراضية للقيام بالتجارب العلمية مثلا بكلفة تقترب من الصفر. كما أنها تضيف المرح والحيوية والتفاعل للصور المجردة.
تستخدم هذه التقنية في العديد من المجالات. أخص بالذكر استخدامه في بعض الصحف في سبيل ربط الخبر المنشور بالخبر المصور بالفيديو. فما أن تقع كاميرا الهاتف على الخبر حتى ينقله إلى الخبر المصور على اليوتيوب.
في محاولة مني لتطبيق تقنية الواقع المعزز بنفس ما هو مطبق في بعض الصحف العالمية، قمت باستخدام تقنية تسمى SURF وهي إحدى تطبيقات رؤية الكمبيوتر (Computer vision). تعتبر هذه التقنية من التقنيات التي تستخدم في التعرف على الصور الثنائية الأبعاد 2D أثناء التصوير المباشر (Real time recognition). يمكنها التعرف على الشعارات الخاصة بالشركات والنوادي الرياضية وأية صور تختلط وتمتزج فيها الألوان والأشكال.تقوم باختيار نقاط مميزة في الصورة المطلوب البحث عنها. والبحث في الفيديو المصور عن هذه النقاط وتحديدها للتعرف على الصورة. وبناءً عليه فان استخدامها للتعرف على الصورة المصاحبة للخبر في الصحف.. أو للصور المرفقة في المواضيع في المناهج الدراسية هو استخدام صحيح وفي مكانه. مع إنه لا ينصح باستخدامها في التعرف على صور بأعداد هائلة لوحدها دون دمجها مع تقنيات أخرى للتصنيف والفهرسة.
مثال حي على ما تم عمله تجدونه في الصور الآتية.
في هذه الصورة قمت بإضافة صورة شعار الموقع على اليمين. وكان المطلوب من البرنامج البحث عن هذا الشعار في الصور أو الفيديو المصور من الكاميرا. يقوم بتحديد أبرز النقاط في شعار موقعي بتقنية SURF ويبحث عنها في ما يتم تصويره الى أن يجدها. فيصل النقاط ببعضها ويرسم مربع بالأزرق. عليها. وبإمكاني برمجته بحيث ما إن يجد الشعار في التصوير ينقل المشاهد مباشرة لموقعي. وبالإمكان تشغيله من أنواع مختلفة من الهواتف لو أردت ذلك.
وعليه فإنه بالإمكان برمجة صفحات كتاب مدرسي مثلا عوضاً عن شعار موقعي. وبمجرد أن يمرر الطالب أو ولي الأمر هاتفه على الصفحة هذه يقوم البرنامج بنقله الى صفحة إثرائية أو فيديو دون الحاجة للصق أو طباعة أكواد الـ QR. أو بالإمكان مثلا إظهار صورة بها حلول الأنشطة الموجودة في الكتاب المدرسي عوضاً من رسم المربع الأزرق في المثال المذكور.
الحلول والأفكار تبدأ من هنا ولا تتوقف عندها. حرر عقلك وانطلق.