البرمجيات والصلاحيات في أسواق التطبيقات
جميعنا لاحظ أثناء تنزيله لتطبيق من سوق التطبيقات للهواتف الذكية google play للأندرويد أو app store للios أو غيرهما، ان كل تطبيق يطلب منك الموافقة على صلاحيات محددة كشرط لتنزيله.
أغلبنا يضغط على زر الموافقة دون أن يطلع على ما يتطلبه التطبيق من صلاحيات. واذا ما أخذ أحدنا نظرة عليها فإنه قد لا يستوعبها أو قد يفضل البرنامج فلا يهتم للصلاحيات التي يطلبها فيوافق ليكمل إجراء التنزيل.
إن كنت تتفق معي إن هاتفك يحمل بعض خصوصياتك، وإن كنت تعتبر أن هاتفك يحمل بعض البيانات أو المعلومات أو الصور التي لا تقبل بمشاركتها مع الجميع. وإن كنت تشاركني الرأي في أن الهاتف يحتوي على بعض التفاصيل عن هويتك وأنشطتك واستخداماتك لشبكات التواصل وما سواها ولا ترغب أن تقع في أيدي الجميع.. إذا أنت تشاطرني الرأي في أنه لا بد لنا من التمعن في الصلاحيات التي يطلبها كل تطبيق قبل أن نوافق على تنزيله في هواتفنا.
لنقم باستعراض بعض هذه الصلاحيات والتعريف بها عن طريق (التعريف بالمثال) كما يقول أهل المنطق. سنأخذ مثال حي لتطبيقات شائعة الإستخدام وواقعية..وقد تكون ممن جربها أيضا.
كثيراً ما ترد أرقام جديد و”غريبة” غير مسجلة في سجل الأرقام. يلعب الفضول بأذهاننا عمن يكون صاحب هذا الرقم. ونلجأ بتطبيق نبحث فيه عن هوية هذه لأرقام. أنظر للصورتين الآتيتين.
اخترنا تطبيقين شائعين لمعرفة ما يطلبان من صلاحيات. نلاحظ أنهما يطلبان الإذن للحصول على هويتك identity وأرقام الإتصال جميعها contacts من هاتفك وغيرهما. تقوم هذه البرامج بتحميل جميع الأرقام المسجلة لديك لقاعدة بياناتها ومشاركتها مع العالم أجمع.
وبالتالي لا تعجب أن تجد أن التطبيق يعرف رقم أبيك وأخيك وأمك وأختك وزوجك وجميع معارفك. ولا تعحجب من أن ترى الرقم الذي تبحث عن هويته يظهر لك بالشكل التالي “مديري النحيس فلان” أو “جدتي الغالية أم فلانة” :). ذلك لأن أحداً آخر حمل البرنامج لهاتفه وكان قد خزن الأرقام تحت هذه المسميات. فأنت وغيرك من مستخدميه قد فوضتم الشركة بهذا العمل عن طريق موافقتك تلك.
حتى لو لم يكن هذا بالأمر السيء الا انه مثال وحسب. ولك مثال آخر اخترته لتثبيت الفكرة فقط. في هذا المثال اخترت تطبيق بسيط جدا يقوم بتشغيل الفلاش التابع للكاميرا كمصباح يضيء في حالات الطوارئ. قارن في الصورتين التاليتين بين التطبيقين.
التطبيق الأول يطلب من المستخدمين الصلاحيات للدخول على الهوية ومعلومات الإتصال وسجل استخدامك للهاتف وتطبيقاته وموقعك الحالي والصور وغيرها. بينما الهدف الحقيقي من التطبيق لا يتعدى صلاحة الدخول للكاميرا فقط لتشغيل الفلاش التابع لها. وهذا ما يطلبه التطبيق الثاني بالضبط.
وهنا لا أصدكم عن استخدام التطبيقات بقدر ما أدعوكم للبحث عن الخيار المناسب الذي يطلب صلاحيات من صلب وظيفته. كما لا بد من الحد من إبراز الخصوصيات في هواتفنا قدر الإمكان لئلا نقع فريسة سهلة لهذه البرمجيات. بالتأكيد توجد حلول أخرى للإلتفاف حول الصلاحيات الغير مرغوب بها للبرامج سنتعرض لها في مقالات أخرى.